السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أسامة بن زيد حارثة

أسامة بن زيد حارثة

من رفاق النبى.. أسامة بن زيد حارثة الذى ولد قبل الهجرة بسبع سنوات وعندما مات النبى صلى  الله عليه وسلم كان عمره 20 عاما.



كان أسامة مالكا لكل الصفات العظيمة التى تجعله قريبا من قلب رسول الله وكبيرا فى عينيه، فهو ابن مسلمين كريمين من أوائل المسلمين سبقا للإسلام ومن أكثرهم ولاء للرسول وقربا له, فكان أبوه مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم،  وهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وكان رسول الله يحبه حبا شديدا وكان عنده كبعض أهله, ففى البخارى بسنده عن أسامة بن زيد رضى الله عنهما حدث عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذه والحسن فيقول(اللهم أحبهما فإنى أحبهما).

قبل وفاة الرسول بعامين بُعث أسامة قائدا لسرية خرجت للقاء بعض المشركين الذين يناوئون الإسلام والمسلمين، وكانت تلك أول قيادة يتولاها وقد أحرز مهمته بنجاح وسبقته أنباء فوزه لرسول الله ففرح وسر.

ويعتبر اسامة بن زيد أصغر قائد عسكرى فى الإسلام، فقد شهد الرسول الكريم له بالولاية والقيادة ؛ لما لمسه فيه - رغم حداثة عهده- من عبقرية عسكرية فذة، جعلته جديرا بقيادة جيش المسلمين، ولم يكن أتم عامه الثامن عشر بعد حيث أمّره الرسول على جيش من بين أفراده أبى بكر الصديق وعمربن الخطاب واستكثر نفر من المسلمين على الفتى الشاب إمارة جيش فيه شيوخ الأنصار وكبار المهاجرين، وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين..وعقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده لواء ثم قال: «يا أسامة اغز باسم الله فى سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغدروا، ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا تمنوا لقاء العدو فإنكم لا تدرون لعلكم تبتلون به. توفى الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يتحرك الجيش لكنه كان قد ترك وصيته الحكيمة أن ينفذوا بعث أسامة وهكذا قدس الخليفة أبوبكر هذه الوصية، وأصر على إنجازها وتحرك جيش أسامة إلى غايته.

ولقد أثبت أسامة رضى الله عنه فى قيادة جيشه إلى الشام أنه ذو جَلَدٍ على تحمل المشاق، وذو شجاعة فائقة، وعقيدة راسخة، وعقلية راجحة متبصرة بالأحداث والنتائج ما أكسبه سمعة عالية، وصيتا وشهرة كبيرة بين الصحابة، فقدروه وأحبوه، ولمسوا بأنفسهم مدى إصابة الحق فى اختيار النبى صلى الله عليه وسلم له فى الإمارة.

وعن الزهرى قال: كان أسامة بن زيد يخاطَب بالأمير حتى مات يقولون: بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويروى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه لم يلق أسامة قط إلا قال: السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته، أمير أمره رسول الله، ثم لم ينزعه حتى مات.

كان أسامة يحب على بن أبى طالب أشد الحب وكان يبصر الحق إلى جانبه ولكن كيف يقتل بسيفه مسلما يؤمن بالله ورسوله، لزم داره طوال نزاع على مع معاوية وحين جاءه بعض أصحابه يناقشونه فى موقفه قال:» لا أقاتل أحدا يقول لا إله إلا الله أبدا.

اعتزل أسامة بن زيد رضى الله عنه الفتن بعد مقتل عثمان رضى الله عنه، إلى أن مات فى أواخر خلافة معاوية، وكان قد سكن المزة غرب دمشق ثم رجع فسكن وادى القرى ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرفسنة 54 هـ، عن 61 سنة.