الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سنة أولى فضائيات!

سنة أولى فضائيات!

منذ ثلاثين عامًا بالتمام والكمال بدأ بث القناة الفضائية المصرية وبالتحديد فى يوم 12 ديسمبر 1990، ولأول مرة استطاع المشاهد العربى من الخليج إلى المحيط أن يرى ما تقدمه الفضائية المصرية.



وسرعان ما أقبل الأثرياء ونجوم المجتمع إلى شراء الطبق - الديش - الذى يتيح لهم التقاط بث الفضائية المصرية، وكان سعر الطبق أيامها فى حدود الثلاثين ألف جنيه.

ويومًا بعد يوم زاد الإقبال على شراء الطبق وكان المتوقع بطبيعة الحال أن ينخفض سعره مع مرور الوقت وهو ما حدث بالفعل، ولجأ سكان العمارة الواحدة إلى الاشتراك معا فى شراء جهاز واحد يتمكنوا من خلاله من مشاهدة البرامج والأفلام والمسرحيات.

ثم ظهرت بعض الفضائيات العربية وأتيح للمشاهد المصرى أن يشاهدها بكل سهولة ويسر، وهنا بدأت بعض الأصوات ترتفع وتحذر من المنافسة المحتملة بين هذه الفضائيات والفضائية المصرية.

من هذه الأصوات كان صوت وقلم الأستاذ الكبير إبراهيم سعدة «رئيس تحرير أخبار اليوم» وقتها عندما كتب مقاله الشهير «قبل فوات الأوان» وقال فيه، «من واجبنا أن ننبه قيادات تليفزيوننا إلى هذا الخطر الذى أثق فى أنها تتوقعه وتنتظره، وكم أتمنى لو أنها وضعت تصوراتها لما ستقدمه برامجنا مستقبلا حتى لا تفقد جانبا كبيرا من المشاهدين المصريين، ولا أغالى إذا قلت إن تليفزيوننا فقد بالفعل الكثير من مشاهديه بعد أن وجدوا فى البرامج الهابطة عليهم من السماء - عبر الأقمار الصناعية - ما يغريهم ويشجعهم على التنقل طوال ساعات الليل والنهار بين عشرات القنوات وآلاف البرامج وبكل اللغات الحية والميتة معًا!

إن مصر تمتلئ بالمواهب وبالخبرات فى دنيا التليفزيون كما أن الفن المصرى مسرحا وسينما - هو الأكثر تقبلا من المشاهدين فى عالمنا العربى، معنى هذا أننا نستطيع أن نواجه المنافسة القادمة بكل ثقة واطمئنان بشرط أن نحسن توظيف هذه المواهب، وتلك الإمكانات كلها من أجل تطوير وابتكار برامج تليفزيونية تتماشى مع المستوى العالمى المتعارف عليه لهذه البرامج!

وبوضوح وصراحة وشجاعة ودون تردد يكتب:

يكفى أن تلك القنوات الفضائية العربية تعرف كيف تختار مقدمى ومقدمات برامجها طبعا لقواعد ومواصفات خاصة تتضمن حسن الاختيار شكلا وموضوعا حضورا وثقافة: إن مقارنة سريعة بين مقدمى ومقدمات البرامج فى هذه القنوات الفضائية العربية وبين الغالبية العظمى من مقدمى ومقدمات برامجنا فى القنوات المصرية لن تكون فى صالحنا على طول بنود تلك المقارنة.

إن إبعاد بعض كبار وصغار مقدمى ومقدمات التليفزيون للعمل وراء الشاشة وليس أمامها واستبدال آخرين بهم تنطبق عليهم الشروط المتعارف عليها عالميا هو الخطوة الأولى فى برنامج التطوير الذى لابد منه إذا كنا نستعد حقيقة لمواجهة المنافسة التى لا - ولن تبقى - إلا الأصلح!

إن برنامج التطوير والابتكار يتطلب أن يشارك جميع خبراء التليفزيون المصريين فى تحديده والإشراف على تنفيذه وإذا كان ينقصنا خبير أو أكثر فى فن التقديم والإبهار فما المانع من إرسال البعثات إلى أمريكا وأوروبا لنتعلم ما لم نكن نعلمه عن عالم التليفزيون الذى يتطور ويتجدد سنة بعد أخرى؟

كانت هذه مجرد ملاحظات أكتبها كمشاهد للشاشة الصغيرة المصرية..

انتهى المقال الذى يعود عمره لأكثر من ربع قرن!!