الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ثقافة   أون لاين (3)

ثقافة أون لاين (3)

فى ظل سطوة ثقافة الأون لاين التى سادت فى المرحلة السابقة من عمر العالم وطوال فترة قلبت الحياة فى مصر والعالم رأسا على عقب وصار الليل نهارًا والعكس، أعتقد أن تلك الثقافة سوف تستمر على كثير من المستويات وفى كل القطاعات والهيئات والأجهزة التى داخل وزارة الثقافة وفى الوزارات الأخرى التى تشكل مجموعة الوزارات التى تتعامل مع الثقافة بمفهومها العام والخاص مثل التربية والتعليم والشباب والرياضة والأوقاف والأزهر والكنيسة  والتضامن والتعليم العالى والجامعات المصرية العامة والخاصة والدولية .



ومن الفنون التى من الممكن أن تظل على أرض الواقع وعلى الأون لاين المسرح، أبوالفنون، ليس لأنه فى تصورى أقدم الفنون جميعا ظهر بعد أن هبط أبونا آدم على الأرض، ولكن لأنه يجمعها فى لوحة وصورة متكاملة، لا يكون فى لحظة أقرب الى الاكتمال إلا بها ، فربما وجدنا فنا أقدم من أبى الفنون، كالموسيقى على سبيل المثال من اًصوات كل الأشياء التى تحيط بالإنسان، وربما الرقص وربما الفنون القولية وربما جاء التمثيل فى تصورى أقدم منهم جميعًا حين أرسل الله غرابا كى يعلم بنى آدم كيف يدفن أخاه ويوارى سوءته بعد أن قتل قابيل هابيل وتصارعا على أخت قابيل الذى كان يود أن يتزوجها رغم أن أبانا آدم كان يعكس كل بطن مع الأخرى، والسؤال الذى ظل يراودنى كثيرًا طوال فترة الحظر شبه الكامل لمدة أربعة أشهر؛هل من الممكن أن نستغى عن  بعض عناصر  المسرح كى نقدم المسرح أون لاين ؛مثل الإضاءة المتنوعة التى تشكل مع الديكور عنصرا فى العرض المسرحى، ولم لا؟ فى ظل ظرف طارئ واستثنائى أجبرنا على ذلك، وفرض شروطه على مجريات الحياة كلها وبات الإجراءات التى يفرض وجود فيروس كورونا هى الأكثر أهمية وأولوية وحتمية من أى شيء آخر.

وجاء السؤال الثانى ،هل من الممكن ألا نذهب إلى المسرح ويأتى المسرح إلينا؟ وجدتنى أجيب بشكل مباشر ولم لا؟ فليأت فى ظل تلك الجائحة، فقد تربينا جميعا على مسرح التليفزيون وعبر أثير الإذاعة، فالمسرحيات التى كانت تعرض على شاشته وكان بعض المثقفين منا لا يستمتعون إلا بسماعها من البرنامج الثانى/الثقافى الآن، والغريب أنهم كانوا يجدون النشوة والمتعة مع تخيل خشبة المسرح ومن عليها من ممثلين وسينوغرافيا وأشياء مع الشريف خاطر وبهاء طاهر وغيرهم من المخرجين الأفذاذ.

وعليه لماذا لا نجرب موسمًا مسرحيًا مصورًا ومسموعًا كما كان يحدث قديمًا ، لماذا لا تستعين المؤسسات المسئولة عن المسرح فى الدولة والقطاع الخاص بتقنيات التصوير العالية وبمخرجى السينما والتليفزيون  لتصوير تلك الأعمال التى سوف تدر علينا عائدًا ماديًا وثقافيًا سيكون كبيرًا .

سيقول البعض: إننا نصور ما ننتج وأقول لهم إننا كنا نفعل ذلك بشكل روتينى للحفظ وللشئون المالية والمخازن والحسابات ، فالمشكلة أننا لم نكن نصور أعمالنا كما يجب أن تصور على كل المستويات وخاصة الفنية ، فكثيرًا ما كانت تأتى السيديهات للأسف خالية، وكثيرًا بلا  صورة جيدة تستحق المشاهدة.

وأخيرًا اقترح على الجميع بما فيهم المركز القومى لثقافة الطفل أن نضع مبالغ  مناسبة فى الميزنيات لتصوير تلك الأعمال تصويرا جيدا فى المستقبل القريب ، على أن تراجع فنيا من قبل لجنة متخصصة  حتى تجد لها مكانا على قنواتنا وصفحتنا ومواقعنا التى صارت الآن حقيقة جيدة يعترف بها الجميع، فلا يجب أن نحرم أنفسنا من الفوائد التى حققتها - للآسف- كورونا، ومنها اللجوء إلى المنصات الإلكترونية لكى نعرض عليها أعمالنا، فرب ضارة نافعة ولعلنا نستفيد من جائحة كورونا ونحول محنها إلى منح لنا.