الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ياسر عرفات يوقف  البث المباشر!

ياسر عرفات يوقف البث المباشر!

كان الزعيم الفلسطينى الراحل «ياسر عرفات» - أبوعمار - عاشقا للإعلام ويحب الظهور فى وسائله المختلفة، لكنه فى نفس الوقت كان يضيق بأسئلة المذيعين، وخاصة إذا سألوه عن مكان ميلاده، وهل هو فعلا مولود فى مصر، والسؤال الذى كان لا يطيق سماعه هو: من الشخص الذى سيخلفه فى قيادة وزعامة السلطة الفلسطينية!



السياسى والإعلامى «مروان كنفانى» وهو واحد من أشهر حراس مرامى النادى الأهلى فى سنوات الستينيات من القرن الماضى، بل إنه تسبب فى إلغاء الدورى وقتها بسبب أحداث مباراة الأهلى والزمالك!!

مروان أصبح بعد ذلك واحدا من أقرب الناس إلى أبوعمار واختاره مسئولا عن المكتب الإعلامى.

فى مذكرات مروان كنفانى وعنوانها «طريق الأمل» عشرات الحكايات المدهشة والعجيبة كان شاهدا عليها فقد كان يقدم برنامجا أسبوعيا هو «هذا الأسبوع» استمر لأكثر من سبع سنوات واستمر فى تقديمه بعد إنشاء القناة الفضائية الفلسطينية سنة 2009 التى أشرف عليها السياسى والإعلامى «نبيل عمرو».

يروى «مروان الكنفانى» هذه الحكاية العجيبة قائلا: «لم يتحدث الرئيس عرفات مرة واحدة خلال مدة تواجدى الطويل معه عن احتمال مفارقته الحياة أو يناقش أية ترتيبات بهذا الشأن، كما لم يعط أو يوح أو يوص بأية خلافة أو ولاية، ولم يتم رسميا أو فعليا تعيين نائب له فى أى وقت من الأوقات، ورفض بشدة لسنوات طويلة التصديق على مشروع القانون الأساسى الذى وردت فيه بنود واضحة فى شأن خلو منصب رئيس السلطة التنفيذية فى برنامج تليفزيونى مباشر كنت أقدمه أسبوعيا من التليفزيون الفلسطينى منذ عام 1994 تتخلله مشاركات هاتفية من المشاهدين داخل وخارج الأراضى الفلسطينية!!

ناقشت مع بعض الموالين آنذاك للرئيس عرفات السيد «روحى فتوح» الذى تولى رئاسة السلطة الوطنية مؤقتا بعد وفاة الرئيس، والسيد «محمد دحلان» الذى كان يرأس جهاز الأمن الوقائى والسيد «نبيل عمرو» الصديق المقرب من الرئيس احتمالات مستقبل النظام السياسى الفلسطينى فيما بعد عرفات! كنت قد قررت بحث هذا الموضوع نظرا لازدياد التركيز والاهتمام الصحفى نتيجة لحملة إسرائيلية مركزة فى بدايات عام 1996 حول صحة الرئيس عرفات واحتمالات حرب أهلية وفوضى فلسصينية عارمة حالة غيابه عن الساحة.

كان من الطبيعى أن يتركز النقاش أثناء البث المباشر حول موضوع وفاة الرئيس عرفات كسبب وحيد لمواجهة أزمة الخلافة.

كان الرئيس أثناء بث البرنامج مباشرة على الهواء من الاستديو الصغير الذى كان فى حينها فى الطابق الأرضى من نفس المبنى الذى يشغله مقر الرئيس يرأس اجتماعا لمجلس الأمن القومى فى مكتبه فى نفس المبنى، ويبدو أن القلق قد اعترى مدير الفضائية الفلسطينية آنذاك تحسبا من ردود فعل الرئيس على البرنامج، فقام بإبلاغ الرئيس أثناء الاجتماع بما يجرى على الهواء من حديث كان الرئيس عرفات نفسه والمجتمعون معه يشاهدونه أيضا.

اقترح مدير الفضائية الفلسطينية قطع بث البرنامج فورا ووافق الرئيس على ذلك، عندما صعدت لمكتب الرئيس مباشرة بعد قطع الإرسال الذى لاحظته من توقف الاتصالات الهاتفية للمشاركين، كان الرئيس فى ثورة غضب عارمة وابتدرنى قائلا: هل أنت تناقش خلافتى على التليفزيون الفلسطينى هل أنت تستعجل موتى؟! وأجبته بأن العالم كله الآن يناقش هذا الموضوع بشكل سلبى ونحن الفلسطينيون أصحاب المصلحة الحقيقية فى تصحيح هذا الانطباع. ولم يقتنع الرئيس بهذا المنطق كما لم ينس ذلك لى أبدا!!