د. منى فتحى حامد
أحاسيس امرأة بين جدران الصمت
لماذا المجتمع دائمًا ينصح المرأة بالصبر والتحمل لما تمر به من معاناة ومشاق، أو ينظر إليها كقطعة أثاث أو تحفة أثرية أو خردة ساكنة على الأرفف وفى نفس الوقت ينصحها دائما بالصبر وبالصمت من أجل كيان الأسرة وليس من أجل الحفاظ على أنوثتها ومشاعرها ورغباتها.
فإن تحدثت المرأة عن زوجها بأنه خائن لأحاسيسها ولمشاعرها مع امرأة أخرى، أفادها المجتمع بأن تصبر وتتزين له كى يهتم بها، وأن تتحمل الحياة معه من أجل أسرتها ولن تطلب أبدًا الانفصال عنه، وأن ترعاه دائما بالكلمة الطيبة والابتسامة، وأن تلبى وتجيب رغباته واحتياجاته بمهارة واعية وأنثوية متقنة.
و إن سردت عن زوجها بأنه عقيم أو مريض، نصحها المجتمع أيضا بالصبر والبحث عن العمل من أجل الحفاظ على الأسرة وتوفير متطلباتهم واحتياجاتهم، بجانب الاعتناء بزوجها المريض وبأبنائها وبمسكنها ..
ولو أحيانا أصاب مشاعرها الألم، من قسوة معاملة زوجها وإهانته لها، أو تزايد سمة البخل لديه، أو عدم وسامته، أيضا وكالمعتاد نصحها المجتمع مرة أخرى بالصبر من أجل الأبناء والأسرة، مع الحفاظ على بقاء الاستمرارية الأبدية بينهما.
على الرغم من التناقض بنصائح المجتمع للرجل، فإن قص أو روى الزوج عن أن زوجته خائنة له أو بأنها لن تنجب أبناء، أو أنها مريضة ولم تعد قادرة على القيام بالأعمال المنزلية ،أو إنها زوجة عنيدة لن تطيع أوامره ولن تنصت إلى كلماته، أو بكونها وذاتها ليست جميلة، كانت نصائح المجتمع إليه على الفور بأن يطلقها ويتزوج من غيرها أو يتزوج عليها. فهل ما زالت نظرة المجتمع تفرق بين الرجل والمرأة، ولن تتساوى بين مشاعر وأحاسيس كل منهما.. أم اختلفت النظرة من القدم إلى عصرنا الحالى، وبدأ الإنصاف لكيان ومشاعر المرأة.