الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البوزجانى

البوزجانى

«أبو الوفاء محمد بن محمد بن يحيى بن إسماعيل بن العباس البوزجانى» عالِم رياضيات مسلم من خراسان، وعالم فلك عمل فى بغداد.



ولد فى مدينة بوزجان بخراسان سنة 328 هـ /940م بإقليم نيسابور، فى مستهل رمضان سنة 328 هـ. قرأ على عمه المعروف بـ«أبى عمرو المغازلى»، وعلى خاله المعروف بـ«أبى عبدالله محمد بن عنبسة»، ما كان من العدديّات والحسابيات.

ولما بلغ العشرين من العمر انتقل إلى بغداد حيث فاضت قريحته ولمع اسمه وظهر للناس إنتاجه فى كتبه ورسائله وشروحه.

يعتبر أحد الأئمة المعدودين فى الفلك والرياضيات، وله فيها مؤلفات قيمة، وكان من أشهر الذين برعوا فى الهندسة، أما فى الجبر فقد زاد على بحوث «الخوارزمى» زيادات تعتبر أساساً لعلاقة الجبر بالهندسة.

قضى حياته فى التأليف والرصد والتدريس، وانتُخب وقتها ليكون أحد أعضاء المرصد الفلكى الذى أنشأه «شرف الدولة البويهي» فى سراية عام 377هـ، ونقل الكثير من علماء الغرب أعماله ونظرياته فى الرياضيات وحركة القمر.

وهو أول من وضع النسبة المثلثية (ظلّ) وهو أول من استعملها فى حلول المسائل الرياضية، وأدخل «البوزجاني» القاطع وقاطع التمام، ووضع الجداول الرياضية للمماس، وأوجد طريقة جديدة لحساب جدول الجيب.

وكانت جداوله دقيقة، حتى أن جيب زاوية 30 درجة كان صحيحاً إلى ثمانية أرقام عشرية، ووضع البوزجانى بعض المعادلات التى تتعلق بجيب زاويتين، وكشف بعض العلاقات بين الجيب والمماس والقاطع ونظائرها.

وظهرت عبقرية «البوزجاني»، فى نواح أخرى كان لها الأثر الكبير فى فن الرسم، فوضع كتاباً عنوانه «كتاب فى عمل المسطرة والبركار والكونيا» ويقصد بـ«الكونيا» المثلث القائم الزاوية، وفى هذا الكتاب طرق خاصة مبتكرة لكيفية الرسم واستعمال الآلات كذلك.

من أشهر أعماله كتابه «زيج الواضح» فى الفلك، و«الكامل»، وهو عبارة عن مقالات عن حركة الكواكب، وكتاب «عمل المسطرة والبركار والكونيا»، و«كتاب فيما يحتاج إليه الصانع من الأعمال الهندسية»، والذى تم ترجمته إلى اللغات الأوروبية باعتباره أهم المراجع العلمية فى القرون الوسطى.

انتقل «البوزجاني» إلى بغداد وظل بها لمدة أربعين عامًا، وتوفى هناك فى عام 998.

يعتبر من أعظم رياضيى المسلمين، ومن الذين لهم فضل كبير فى تقدم العلوم الرياضية، وللأسف معظم المسلمين اليوم لا يعرفون حتى اسمه.