الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحجاج بن يوسف الثقفى

الحجاج بن يوسف الثقفى

(40 - 95 هـ = 660 - 714 م)،



هو أبومحمد الحجاج كليب بن  الثقفي

وُلِدَ فى منازلِ ثقيف بمدينة الطائف، فى عام الجماعة 41 هـ. وكان اسمه كُليب ثم أبدَلَهُ بالحجَّاج. 

نشأ فى الطائف، وتعلَّم القرآن والحديث والفصاحة، ثم عمل فى مطلع شبابه معلم صبيان مع أبيه، يعلم الفتية القرآن والحديث، ويفقههم فى الدين، لكنه لم يكن راضياً بعمله هذا، على الرغم من تأثيره الكبير عليه، فقد اشتُهِر بتعظيمه للقرآن. كانت الطائف تلك الأيام بين ولاية عبدالله بن الزبير، وبين وِلاية الأمويين، لكن أصحاب عبد الله بن الزبير تجبَّرُوا على أهل الطائف، فقرَّر الحجاج الانطلاق إلى الشام، حاضرة الخلافة الأموية المتعثرة، التى تركها مروان بن الحكم نهباً بين المتحاربين.

قد تختلف الأسباب التى دفعت الحجاج إلى اختيار الشام مكاناً ليبدأ طموحه السياسى منه رغم بُعدِ المسافة بينها وبين الطائف، وقرب مكة إليه، لكن يُعتقد أن السَّبب الأكبر كراهيته لولاية عبدالله بن الزبير..

فى الشام، التحق بشرطة الإمارة التى كانت تعانى من مشاكل جمة، منها سوء التنظيم، واستخفاف أفراد الشرطة بالنظام، وقلة المجندين، فأبدى حماسةً وانضباطاً، وسارع إلى تنبيه أولياء الأمر لكل خطأ أو خلل، وأخذ نفسه بالشدة، فقربه روح بن زنباع قائد الشرطة إليه، ورفع مكانته، ورقاه فوق أصحابه، فأخذهم بالشدة، وعاقبهم لأدنى خلل، فضبطهم، وسير أمورهم بالطاعة المطلقة لأولياء الأمر.

 رأى فيه روح بن زنباع العزيمة والقوة الماضية، فقدمه إلى الخليفة عبدالملك بن مروان، وكان داهية مقداماً، جمع الدولة الأموية وحماها من السقوط، فأسسها من جديد.

إذ أن الشرطة كانت فى حالة سيئة، وقد استهون جند الإمارة عملهم فتهاونوا، فأهم أمرهم عبدالملك بن مروان، وعندها أشار عليه روح بن زنباع بتعيين الحجاج عليهم، فلما عينه، أسرف فى عقوبة المخالفين، وضبط أمور الشرطة، فما عاد منهم تراخ ولا لهو إلا جماعة روح بن زنباع، فجاء الحجاج يوماً على رءوسهم وهم يأكلون، فنهاهم عن ذلك فى عملهم، لكنهم لم ينتهوا، ودعوه معهم إلى طعامهم، فأمر بهم، فحبسوا، وأحرقت سرادقهم.

 فشكاه روح بن زنباع إلى الخليفة، فدعا الحجاج وسأله عما حمله على فعله هذا، فقال إنما أنت من فعل يا أمير المؤمنين، فأنا يدك وسوطك، وأشار عليه بتعويض روح بن زنباع دون كسر أمره.

وكان عبد الملك بن مروان قد قرر تسيير الجيوش لمحاربة الخارجين على الدولة، فضم الحجاج إلى الجيش الذى قاده بنفسه لحرب مصعب بن الزبير.

ولم يكن أهل الشام يخرجون فى الجيوش، فطلب الحجاج من الخليفة أن يسلطه عليهم، ففعل.

 فأعلن الحجاج أن أيما رجل قدر على حمل السلاح ولم يخرج معه، أمهله ثلاثاً، ثم قتله وأحرق داره وانتهب ماله، ثم طاف بالبيوت باحثاً عن المتخلفين. وبدأ الحجاج بقتل أحد المعترضين عليه، فأطاعه الجميع، وخرجوا معه بالجبر لا الاختيار. 

وعن شخصيته ذُكر أن الحجاج كان قبيح الوجه وصغير الجسد ولكن كان فصيحاً وبليغاً وخطيبا جباراً وكان جبارا عنيدا مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة وكان حقودًا حسودا كما وصف نفسه لعبد الملك بن مروان، وبمراجعة سريعة على تاريخه وأفعاله يتضح  بأنه كان سياسيا محنّكاً وقائداً مدبراً، وكثيراً ما استخدم المكر والخداع لكى ينتصر فى حروبه. 

في73 هـ  قرر عبدالملك بن مروان التخلص من عبدالله بن الزبير، فجهز جيشاً ضخماً لمنازلة ابن الزبير فى مكة، وأمر عليه الحجاج بن يوسف، فخرج بجيشه إلى الطائف، وانتظر الخليفة ليزوده بمزيد من الجيوش، فتوالت الجيوش إليه حتى تقوى تماماً، فسار إلى مكة وحاصر ابن الزبير فيها، وقد ضرب الكعبة بالمنجنيق حتى هدمها. قتل الحجاج ابن الزبير وصلبه، بعد أن انتصر الحجاج فى حربه، أقره عبدالملك بن مروان على ولاية مكة وأهل مكة.