الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
وحقوقيون من مصر يتحالفون مع الإخوان

توكلت على الله

وحقوقيون من مصر يتحالفون مع الإخوان

 نعم للأسف والتعبير الأكثر دقة هو التحالف مع إرهابيين. المناسبة هذى مشاركة الأستاذ بهى الدين حسن للإخوانى المصرى الأمريكي، محمد سلطان فى جلسة استماع فى الكونجرس الأمريكى عقدت يوم 9 من هذا الشهر، حول أوضاع حقوق الإنسان فى مصر. الأستاذ بهى رئيس مركز القاهرة لدواسات حقوق الإنسان، وهو من الرعيل الأول الذى أسس مراكز حقوقية من مصر، ولعب دوراً هاماً فى نشر الوعى بحقوق الإنسان. 



 بالطبع من حق الأستاذ بهى ان يقول انتقاداته الحقوقية على ما يحدث فى مصر فى أى مكان فى العالم. وحقه أيضاً أن يعارض من يحكمون مصر بشكل سلمى وينتقد كما يشاء السياسات التى لا تعجبه. لكن المشكلة هى انه اختار ان يتحالف مع تنظيم سرى دولى يقول بوضوح فى ادبياته، وفى افعاله على الأرض، انه هو العدو الأكبر لحقوق الإنسان، ليس فقط فى مصر، ولكن فى العالم كله. الإخوان عندما حكموا دولة مثل السودان ارتكبوا جرائم ومجاذر لا اول لها ولا اخر. وأردوغان الإخوانى يرتكب كل يوم انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان فى تركيا، بل وفى المناطق التى يحتلها فى سوريا وفى ليبيا، وذلك بشهادة مؤسسات دولية. 

 فهم لا يؤمنون بأى حقوق للإنسان. يؤمنون بضرب المرأة وعدم توليها المناصب العليا، وحتى لا يؤمنون بحقها فى العمل ولا ميراث متساوى مع الرجل. كما أن حلفاء الأستاذ بهى لا يؤمنون بحقوق المواطنة المتساوية، فلا يحق لغير المسلم تولى منصب رئيس الجمهورية أو المناصب العليا. ناهيك عن ايمانهم مثلاً بقتل من يقرر ترك الإسلام وغيره من التدمير المتعمد لحقوق الإنسان باستخدام الدين. 

 الأستاذ بهى يعلم ايضاً ان النائب الجمهورى جو ويلسون الذى شارك فى الجلسة يتفق مع نفس الرأي، فقد هاجم سلطان والإخوان، فأكد أن تقارير موثقة لمنظمة العفو الدولية، أكدت أن أنصار الرئيس الأسبق الإخوانى محمد مرسى عذبوا متظاهرين أمام قصر الاتحادية. ووقتها كان محمد سلطان متحدثاً باسم الإخوان. وأضاف النائب حسب الصحفية الموهوبة انجى مجدي، مفاجأة، ان سلطان نشر تغريدات حذفها بعد ذلك، منها تأييد قتل مدنيين إسرائيليين، ودعم منظمة حماس الإخوانية. كما نشر أيضا تغريدة ينعى فيها قتل أنور العولقى أحد قادة تنظيم القاعدة فى اليمن. أى ان سلطان يدعم ويتحالف مع تنظيم القاعدة الذى قام بعمليات إرهابية فى البلد التى يحمل جنسيتها. 

وختم النائب الجمهورى ويلسون كلامه فى هذه الجلسة متعجبا من الاستعانة بمسئول إخواني، يشيد علنا بالإرهابيين، ليشهد أمام الكونجرس ويقدم نفسه كناشط حقوقي، بينما هناك الكثير من نشطاء حقوق الإنسان فى مصر. 

 ارتبك الإخوانى الإرهابى سلطان وقال انه هنا ليس للرد على «أسئلة أيديولوجية أو سياسية»!!. 

 سأضع علامات تعجب بدلاً من الأستاذ بهى الذى استمع فى جلسة علنية الى الجرائم التى ارتكبها شريكه الإخواني. وهى دون شك تطاله، بل يمكننى القول انها اتهام له بمشاركة إرهابى فى جلسة استماع بالكونجرس. 

 مرة ثانية من حق الأستاذ بهى ان ينتقد كما يشاء الأوضاع فى مصر، وينتقد كما يشاء من يحكمون مصر، وينتقد القوانين والأحكام التى يراها ظالمة، ومنها الحكم الذى صدر بسجنه. فحرية الرأى والتعبير طبقاً للمواثيق الدولية لا خلاف عليها، بل واجبنا فى مصر أن نوسعها للحد الأقصى، وقد طالبت بذلك فى لقاء تليفزيونى مع صديقى الدكتور محمد الباز.

   لكن ليسمح لى الأستاذ بهى بالقول انه من الصعب تصديق أن هدفه فعلاً الدفاع عن حقوق الإنسان. فليس معقولاً ان يكون حلفائك ارهابيون ضد الإنسانية، ويسعون لتحويل مصر الى فاشية دينية، وتطالبنا بان نستمع لك. ولذلك اقترح على الأستاذ بهى وهو يعلم مدى احترامى له، ان يتخلى عن هذا التحالف المشين مع إرهابيين، وان يصبح معارضاً سياسياً لمن يحكمون مصر، فهذا حقه، وحق أى مصري. فهناك فرق بين أن نعارض تحت مظلة الدولة المصرية، وبين أن نتحالف مع من يريدون هدمها.