السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المقداد بن الأسود

المقداد بن الأسود

تحدث عنه أصحابه ورفاقه فقالوا: «أول من عدا به فرسه فى سبيل الله، المقداد بن الأسود. وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وشارك مع النبى محمد فى غزواته كلها، كما شارك فى فتوح الشام ومصر... هو المقداد بن عمرو كان قد حالف فى الجاهلية الأسود بن عبد يغوث فتبناه، فصار يدعى المقداد بن الأسود، حتى إذا نزلت الآية الكريمة التى تنسخ التبنى، نسب لأبيه عمرو بن سعد والمقداد من المبكّرين بالاسلام، وسابع سبعة جاهروا بإسلامهم وأعلنوه، حاملا نصيبه من أذى قريش ونقمتها، وهم رسول الله وأبوبكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد. 



ولسوف يظل موقفه يوم بدر لوحة رائعة يتمنى كل من رآه لو أنه كان صاحب هذا الموقف العظيم..

يقول عبدالله بن مسعود صاحب رسول الله: «لقد شهدت من المقداد مشهدا، لأن أكون صاحبه، أحبّ اليّ مما فى الأرض جميعا».

فى ذلك اليوم.. والمسلمون قلة، لم يمتحنوا من قبل فى قتال من أجل الاسلام، فهذه أول غزوة لهم يخوضونها.. ووقف الرسول وراح يشاورهم فى الأمر، وأصحاب الرسول يعلمون أنه حين يطلب المشورة والرأى، فإنه يفعل ذلك حقا، وأنه يطلب من كل واحد حقيقة اقتناعه وحقيقة رأيه، فإن قال قائلهم رأيا يغاير رأى الجماعة كلها، ويخالفها فلا حرج عليه ولا تثريب..

فتكلم أبوبكر الصديق فأحسن، وتلاه عمر بن الخطاب فقل وأحسن..

 ثم تقدم المقداد وقال: «يا رسول الله..

 امض لما أراك الله، فنحن معك.. والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون.. بل نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا أنا معكما مقاتلون..!! والذى بعثك بالحق، لو سرت بنا الى برك العماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه.

 ولنقاتلن عن يمينك وعن يسارك وبين يديك ومن خلفك حتى يفتح الله لك «.. انطلقت الكلمات كالشراره.. وتهلل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسرت فى الحشد حماسة الكلمات  التى أطلقها المقداد بن عمرو ..وامتلأ قلب الرسول صلى الله عليه وسلم

 بشرا.. وقال لأصحابه: «سيروا وأبشروا».. والتقى الجمعان.. وكان من فرسان المسلمين يومئذ ثلاثة لا غير: المقداد بن عمرو، ومرثد بن أبى مرثد، والزبير بن العوّام، بينما كان بقية المجاهدين مشاة، أو راكبين ابلا، وحقق المسلمين نصرا تاريخيا نحتفل به الى اليوم. وقد كان حكيما فيذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ولاه  على إحدى الولايات يوما، فلما رجع سأله النبى: «كيف وجدت الامارة»؟؟

فأجاب فى صدق عظيم: 

«لقد جعلتنى انظر إلى نفسى كما لو كنت فوق الناس، وهم جميعا دونى . والذى بعثك بالحق، لا اتآمرّن على اثنين بعد اليوم، أبدا».. لقد كان دائب التغنى بحديث سمعه من رسول الله صلى اله عليه وسلم.

هو: «ان السعيد لمن جنّب الفتن».. وإذا كان قد رأى فى الامارة زهوا يفتنه، أو يكاد يفتنه، فان سعادته اذن فى تجنبها  وكان حب المقداد للإسلام عظيما.. وكان الى جانب ذلك، واعيا حكيما.. فحبه للرسول، ملأ قلبه وشعوره بمسؤولياته عن سلامة الرسول، ولم يكن تسمع فى المدينة فزعة، الا ويكون المقداد فى مثل لمح البصر واقفا على باب رسول الله ممتطيا صهوة فرسه، ممسكا  بسيفه.