الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أخى المسلم من مصلحتك دعم ماكرون

أخى المسلم من مصلحتك دعم ماكرون

ماكرون هو الرئيس الفرنسي، وقبل أن أقول لك لماذا تسانده، من المهم أن أثبت لك أن من يقولون انه ضد الإسلام والمسلمين كاذبون. فالرجل قال بوضوح أنه ضد «الانفصالية الإسلامية»، وأكد أنها «انحراف» عن الإسلام. كما أنه لم يهاجم المسلمين، ولكن هؤلاء الذين يؤمنون بالإسلام السياسي، ويريدون تأسيس دولة إسلامية إخوانية موازية، تمهيداً للحظة التى يمتلكون فيها القوة لكى يستولون على فرنسا كلها ويحولونها الى جمهورية اخوانية فاشلة، أو يستقلون بجزء منها يؤسسون فيه دولتهم الإرهابية.  



 هذا ما يحلم به الإخوان وعموم الإسلاميين فى كل مكان فى الشرق الأوسط والغرب والعالم كله لو استطاعوا، فقد حاولوا على سبيل المثال فى كندا بناء حى سكنى للمسلمين فقط فى مدينة مونتريال. وفى العديد من البلاد الأوروبية هناك جيتوهات يسيطرون عليها. 

 كما أرجوك أخى المسلم ألا تصدق إن فرنسا دولة هدفها نشر الإلحاد أو محاربة الإسلام أو أنها حتى دولة مسيحية. فهذه أكاذيب يروجها الإخوان والإسلاميين، ففرنسا مثل الدول الغربية دون أى استثناء، مؤسسات الدولة فيها لا دين لها، أى انها مؤسسات محايدة تحمى حرية الإيمان وعدم الإيمان ايضاً، بشرط وحيد ألا يخالف ذلك القانون العام، أى بشرط ألا يتسبب فى أى اذى لغيرك حتى لو كان من نفس دينك أو اعتقادك، أى بشرط ألا تهدم النظام العلمانى الديمقراطى الحر.

 اذن أنصار الإسلام السياسي، وهم الذين يؤمنون بان الإسلام «دولة وخلافة»، وليس دينا، هم الذين يهاجمون الرئيس الفرنسى ماكرون. هؤلاء كما تعرف اخى المسلم عندما استولوا على بلاد لكى ينفذوا فيها «اسلامهم الإخواني» خربوها، مثل السودان، التى ثار فيها ملايين المسلمين السودانيين رفضاً لهم. وفى مصر ثار الملايين رفضاً للإسلام الإخوانى فى ثورة 30-6 . وفى العراق ولبنان خرج الآلاف يرفضون دولة الإخوان السنية ودولة ملالى إيران الشيعية. 

 اظنك اخى المسلم مثلى تريد ممارسة «اسلامك» بحرية دون ان تفرض شيئاً على أحد، ودون ان يفرض عليك أحد أى شيء. فالإسلام أخى المسلم ليس دولة ولا خلافة ولا سلطة، فهو يقدس الحرية. ولو كان كذلك، وهذا غير صحيح، ما أصبح دين على الإطلاق. لأن الدين، أى دين، جوهره الاختيار، وأى رسول يرسله الله جل علاه، هو داعي، ومبشر وليس مسيطر، قال الله فى قرآنه «﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ، إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ، فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ، إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾. وهناك آيات لا أول لها ولا اخر تؤكد بحسم ان الله جل علاه يخيرنا، لكى يحاسبنا، ولأنه لو اجبرنا على شيء، ما أصبح للحساب أى معني. 

 لذلك من يقول لك انه لابد من دولة الإسلام ولابد أن يحكم الإسلام العالم كاذب، يريد استخدام الدين الحنيف فى السيطرة عليك وعلى كل البشر، لكى يفرض عليهم تصوراته عن الإسلام. أى يستخدم الإسلام كما يريدون فى فرنسا، لكى يحكم غيره دون وجه حق. 

 هذا الاستخدام للإسلام حدث فى الماضى وأدى الى احتلال وسبى ونهب وتدمير حضارات وشعوب. وفى الحاضر كما قلت لك أخى المسلم صنعوا باسمه دول ثار ضدها المسلمين قبل غيرهم. لذلك يفضل أغلب المسلمين بمن فيهم الإخوان والإسلاميين أن يعيشوا «بلاد الكفر» كما يسمونها، لأنهم سوف يحصلون فيها على الحرية فى ممارسة شعائرهم. 

 لذلك أدعوك أخى المسلم الى دعم الرئيس ماكرون وفرنسا، فهم يخوضون نفس معركتنا فى مصر، معركة الدفاع عن انسانيتنا ضد القتلة والمجرمين.  شعيب