الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حكاية 200 سنة صحافة!

حكاية 200 سنة صحافة!

منك لله أيها الكاتب الصحفى الجميل المبدع «محمد توفيق» فقد أمضيت أسبوعًا كاملًا فى قراءة ثلاثيتك البديعة والممتعة عن تاريخ الصحافة المصرية منذ عام 1798 إلى عام 1999، حوالى مائتى سنة قمت بسردها بصراحة وجرأة فى حوالى ألف ومائة و76 صفحة مزودة بالرسوم وأغلفة الصحف والمجلات التى جعلتنى أعيش مع ذلك الزمن.



اختار محمد توفيق لثلاثيته عنوان «الملك والكتابة» ففى الجزء الأول يستعرض جورنال الباشا وزمن الحملة الفرنسية، والجزء الثانى هو «حب وحرب وحبر» والثالث قصة الصحافة والسلطة فى مصر من عام 1950 وحتى عام 1999، وكلها سنوات حاسمة وفارقة فى تاريخ الصحافة عبر كل العصور.

الكتاب بأكمله ممتع ومهم لكنى توقفت أكثر أمام ما كتبه بأسلوبه الرشيق والأنيق عن «روزاليوسف» السيدة وكل مطبوعاتها ومداركها فى سبيل الحرية والعدالة وما  تعرضت له من ظلم واضطهاد ومصادرات وإغلاق لمجلتها، فلم تستسلم وأصدرت عشرات المجلات بأسماء مختلفة «الصرخة، الرقيب، صدى الحق، مصر الحرة» وكلها تحمل شكل وطابع روزاليوسف.

وكان من الطبيعى أن يهدى محمد توفيق كتابه إلى فاطمة اليوسف ومحمد التابعى ومصطفى أمين وهيكل رغم ما كان بينهما، وأظنك تعرف الدور التاريخى الكبير لمحمد التابعى مع روزاليوسف الذى شاركها رحلة الكفاح والنجاح، كما أن «مصطفى أمين وهيكل» كانت بدايتهما فى روزاليوسف لعدة سنوات.

اختار محمد توفيق عناوين جذابة وجاذبة لعناوين فصول كتابه ومنها مثلاً: يا لكم من صحفيين فقراء، لا تقرأوا صحف المعارضة، خلوها تاكل عيش، جورنال واحدة ست، مش قلت لك بهلوان، من فاطمة إلى عبدالناصر، اقطع رأس الجريدة، بالشلوت.. إلخ.

ولم ينس محمد فى كتابه أن يحكى عن صحافة الإخوان المسلمين وكيف تبرأت الجماعة من مجلتها وأصدرت بدلاً منها مجلة النذير التى حرصت على الإشادة بالملك فاروق والدعاء له ونشر صورة على الأغلقة والإشارة إلى أنه يؤدى الصلوات بالمسجد ويساعد الضعفاء والفقراء ويدعو لعمل الخير!

ومن أغرب ما جاء فى الكتاب تهديد «على ماهر باشا« عندما كان رئيسًا للديوان الملكى بأنه قرر أن يضرب محمد التابعى بالنار!!

كل الأسماء الصحفية اللامعة سوف تجد لها مكاناً مهمًا فى ثلاثية محمد توفيق «الملك والكتابة» وكل اسم له حكاية أو أكثر تستحق القراءة والتأمل.

ولعل المفاجأة الأكبر فى هذه الثلاثية هو صاحبها نفسه فهو من مواليد 1982 أى أن عمره الآن 38 سنة مارس الصحافة بالعديد من الصحف، ووجد الوقت الكافى ليصدر «كتابا مها» أيام صلاح جاهين  و«أحمد رجب ضحكة مصر» وأولياء الكتابة الصالحون» وهذه الثلاثية.

ولم يغفل محمد المراجع التى عاد إليها واستفاد منها وجعل لها عنوانا بديعا هو «كتب ملهمة» ولا أخفى سعادتى بأن تكون ضمن هذه الكتب الملهمة كل كتبى التى صدرت فى سلسلة تراث روزاليوسف وكتب أخرى لى.

منك لله يا عزيزى محمد لكنى لا أملك إلا تحيتك بكل صدق على هذه الثلاثية التى وجدت ناشرًا شجاعًا يغامر بنشرها هو الأستاذ «حسين عثمان» عن دار منشورات ريشة، تحية للمؤلف والناشر على ما قدماه للقارئ.