الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نصير الدين الطوسى «1»

نصير الدين الطوسى «1»

نصير الدين محمد بن محمد بن حسن الطوسى (16 فبراير 1201/11 جمادى الأولى 597 هـ - 25 يونيو 1274/18 ذو الحجة 672 هـ) عالم فارسى فذ فى مختلف المجالات، ورجل سياسة. مؤلفاته (بالعربية) فى علم الفلك والرياضيات والفلسفة والفقه جد جليلة. اجتاح المغول بلاده فهرب إلى قلعة الموت والتحق بالحشاشين حيث تحول من الشيعة الإثنى عشرية إلى الإسماعيلية وفى تلك الفترة أبدع فى دراساته العلمية أثناء تنقله من مدينة لأخرى تحت وطأة الغزو المغولي. بعد ذلك التحق بالمغول وانضم لجيش هولاكو وكان من مستشاريه لغزو بغداد. ولد فى مدينة طوس، قرب نيسابور (فارس) سنة 597هـ (1201م)، وتوفى فى بغداد سنة 672هـ (1274م). ودرس على كمال الدين بن يونس الموصلى وعلى عبد المعين سالم بن بدران المعتزلي. بدأ حياته العملية كفلكى للوالى نصير الدين عبد الرحمن بن أبى منصور فى سرتخت. وبلغ الطوسى مكانة كبيرة فى عصره، فقد كرمه الخلفاء وجالس الأمراء والوزراء، وهو ما أثار عليه حسد الحاسدين، فوشوا به وحكم عليه بالسجن فى قلعة «ألموت»، مع السماح له بمتابعة أبحاثه، فكتب معظم مصنفاته العلمية فى هذه القلعة. ولما استولى هولاكو، ملك المغول، على بغداد (656هـ1258-م)، أراد أن يستفيد من علماء أعدائه العباسيين، فأطلق سراح الطوسى وقربه إليه وأسند إليه نظارة الوقف. ثم عينه على رأس مرصد مدينة مراغة (إيران) الذى تم إنشاؤه بطلب من الطوسي. وفى هذا المرصد، كان الطوسى يشرف على أعمال عدد كبير من الفلكيين الذين استدعاهم هولاكو من مختلف أنحاء العالم. ومنهم المؤيد العُرْضِى من دمشق، والفخر المراغى من الموصل، ونجم الدين القزويني، ومحيى الدين المغربي. وقد اشتهر هذا المرصد بآلاته وبمقدرته فى الرصد. وبنى بالمرصد مكتبة عظيمة ملأها من الكتب التى نهبت من بغداد والشام والجزيرة. وقدر عدد الكتب بها بنحو أربعمائة ألف مجلد. . وكان الطوسى قد اقنع هولاكو خان ببناء هذا المرصد.  إسهاماته العلمية,ومن كتب الطوسى فى المثلثات، وفى الهيئة، والجبر، وإنشاء الأسطرلابات وكيفية استعمالها. ففى المثلثات كان الطوسى أول من جعلها مستقلة عن الفلك. كما ابتكر براهين جديدة لمسائل فلكية متنوعة. وهو أول من استعمل الحالات الست للمثلث الكروى القائم الزاوية. ويقول كارادى فو إن الطوسى قد بسط فى كتابه «الشكل الرباعي» : علم المثلثات بأوضح أسلوب وأسهله، أولاً على طريقة منالاووس وبطليموس، ثم على طرق استنبطها هو مشيراً إلى نتائجها. وقاعدته التى سماها «قاعدة الأشكال المتتامة»، تخالف استعمال نظرية بطليموس فى الأشكال الرباعية. وتساوى عبقرية نصير الدين الطوسى الهندسية عبقريته الفلكية. فقد برع الطوسى فى معالجة المتوازيات الهندسية، وجرب أن يبرهنها، وبنى برهانه على فروض. وقد ذكر سارطون أن الطوسى برهن فى «كتاب التذكرة» على عدد من المسائل الهندسية. ويمتاز الطوسى فى بحوثه الهندسية بإحاطته الكلية بالمبادئ والقضايا الأساس التى تقوم عليها الهندسة، ولا سيما ما يتعلق بالمتوازيات. وله فى الفلك إسهامات وإضافات مهمة، فقد أوضح كثيراً من النظريات الفلكية، وانتقد كتاب «المجسطي»، واقترح نظاماً فلكياً أبسط من النظام الذى وضعه بطليموس، فمهد بذلك الطريق أمام الإصلاحات التى جاء بها كوبرنيك فيما بعد. وللطوسى أيضاً بحوث فى الكرة السماوية ونظام الكواكب. وقال ابن القيم رحمه الله فى : إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان «ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر الملحد، وزير الملاحدة النصير الطوسى وزير هولاكو شفا نفسه من أتباع الرسول الكريم – وأهل دينه، فعرضهم على السيف، حتى شفا إخوانه من الملاحدة، واشتفى هو فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمحدثين، واستبقى الفلاسفة والمنجمين والطبائعيين والسحرة، ونقل أوقاف المدارس والمساجد والربط إليهم، وجعلهم خاصته وأولياءه، ونصر فى كتبه قدم العالم وبطلان المعاد وإنكار صفات الرب جل جلاله من علمه وقدرته وحياته وسمعه وبصره، وأنه لا داخل العالم ولا خارجه، وليس فوق العرش إله يعبد ألبته، واتخذ للملاحدة مدارس، ورام جعل إشارات إمام الملحدين ابن سينا مكان القرآن، فلم يقدر على ذلك، فقال هى قرآن الخواص، وذاك قرآن العوام، ورام تغيير الصلاة وجعلها صلاتين فلم يتم له الأمر وتعلم السحر فى آخر الأمر، فكان ساحرًا يعبد الأصنام، وصارع محمد الشهرستانى ابن سينا فى كتابه سماه المصارعة أبطل فيه قوله بقدم العالم وإنكار المعاد ونَفْى علم الرب تعالى وقدرته وخلقه للعالم، فقام له نصير الإلحاد وقعد، ونقضه بكتاب سماه مصارعة المصارعة.. وبالجملة فكان هذا الملحد هو وأتباعه من الملحدين الكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر» .