الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
روزاليوسف وأيام النص جنيه

روزاليوسف وأيام النص جنيه

اعتادت «روزاليوسف» وهى تحتفل بعيد ميلادها أن تكشف بعض أسرار وكواليس نجومها عندما التحقوا بها، ثم تركوها بعدما  كبروا وتخاطفتهم صحف ومجلات أخرى.



فى تحقيق طريف نشرته المجلة بمناسبة عيد ميلادها الأربعين وعنوانه «أسرار كبار الكتاب فى خزينة روز اليوسف»- «بلا مرتبات كانت تصدر روزاليوسف» كتبته الأستاذة بهجة عثمان.. وكان عبارة عن حوار أجرته مع الأستاذ «سعد الكفراوى» الشهير بإبراهيم خليل وهو أحد ثلاثة شاركوا روزاليوسف فى إصدار مجلتها عام 1925 وكان بمثابة المستشار المالى والإدارى لها طوال أربعين سنة وعن ذكرياته يقول:

«أول عدد صدر كان عدد العاملين فى المجلة وقتها أربعة أشخاص غير الست روزاليوسف - الله يرحمها - كنت أنا وزكى طليمات ومحمد التابعى والمرحوم أحمد حسن، وحينما فكرنا فى إصدار مجلة باسم «الست» لم يكن مع أحد منا مليم واحد حتى ولا الست روزا نفسها، فبدأنا نجمع اشتراكات من الناس والأصدقاء وأصدرنا بهذه الأموال أول عدد.. وظللنا عامين لا نحصل من المجلة على أية أجور ثم فى نهاية سنة 1927 بدأت المجلة تدر دخلا بسيطا تصرف لكل منا  جنيها أو خمسين قرشا ثمن السجائر.

وبدأت المجلة تستقر وتكسب وأنضم إلينا صحفيون جدد منهم د.سعيد عبده وحامد عبدالعزيز والرسام رخا وكانوا لا يتقاضون مرتبات ثابتة، كان رخا مثلا يحصل على خمسين قرشا ثمنا للصورة الكبيرة والرسم الصغير ثمنه 25 قرشًا.

وترك محمد التابعى روزاليوسف ليؤسس مجلة آخر ساعة ومرتبه لا يزيد على ستة جنيهات، وكان «حسنين هيكل» يهوى الصحافة أكثر من أى شىء آخر وقررت له «الست» 15 جنيهًا مرتبا شهريا، أما إحسان عبدالقدوس فقد كان ما زال طالبا بكلية الحقوق وبدأ يكتب القصة القصيرة فى عام 1936 لكن الست لم توافق على احترافه الصحافة إلا بعد أن يتم دراسته ويحصل على ليسانس الحقوق، وبعد أن عينته رئيسا لتحرير بمرتب شهرى قدره ستة جنيهات.

زمان لم تكن النقود هى كل شىء، الصحافة زمان كانت هواية وعزيمة ووسيلة لإبداء الرأى، ومحررو روزاليوسف كانوا يأخذون مرتبات قليلة لا تكفى تكاليف سهرة واحدة أول يوم فى الشهر ثم باقى الأيام يقضونه فى المجلة مع سندوتشات الفول والطعمية، وإن عملت الست عزومة لهم لو عجبها شغلهم، أو كانت المجلة متأخرة.. وروزاليوسف زمان  كانت بالنسبة للمحررين هى النادى، وهى السهرة، وهى البيت وهى القهوة، الوحيد اللى كان منظم هو «أحمد بهاء الدين» و«حسنين هيكل» كانوا يروحوا بيتهم الضهر يناموا ويغيروا هدومهم ويرجعوا بالليل..

بهاء كان يتقاضى 25 جنيها شهريا وخرج من روزاليوسف ومرتبه 150 جنيها، باقى المحررين كانت تتراوح مرتباتهم بين العشرين والخمسة وعشرين جنيها.

ويحكى هذه الواقعة الغريبة قائلا: زمان كانت شنطة الست هى الخزينة وعندما استقرت المجلة اشترينا خزانة حديدية وكان مفتاحها مع الست، وذات مرة وقعت حادثة طريفة فقد أبلغها أحد السعاة فى بيتها أن الخزنة مفتوحة، وجاءت على الفور فوجدت إنه سرق منها مبلغ ثلاثين جنيها، فأبلغنا البوليس والنيابة وجاءوا وأخذوا البصمات الموجودة على الخزنة، ولشدة ما كانت المفاجأة حينما طلعت البصمات هى بصمات الست نفسها.. وضحك ضابط البوليس وهو يخبرها بهذا..

وفعلا تذكرت - الست - إنها هى التى أخذت الثلاثين جنيها من الخزنة ومن يومها تركت الخزنة لى.

وأخيرًا يقول: أنا عُينت بمرتب ثابت ثلاثة جنيهات فى الشهر، الست كانت تقول لى خذهم دول مصاريف الركوب لكنى لم أكن أعتمد فى حياتى على مرتبى من روزاليوسف فقد كنت أعمل صحفيا فى البلاغ».

وللحكاية بقية