الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تغريدات أم كلثوم

تغريدات أم كلثوم

سبقت الست «أم كلثوم» سيدة الغناء العربى عصرها فى كل شىء، وتربعت على عرش الغناء حتى الآن، ولم يستطع أحد زحزحتها قيد أنملة.



غنت أم كلثوم باقتدار ومتعة كل أشكال وألوان الغناء , فأسعدت الملايين، وقرأ الناس حواراتها الصحفية فوجدوا فيها المثقفة الواعية والفاهمة، وعلى مدى عشرات الحوارات لها استوقفتنى إجاباتها المختصرة جدًا التى تقطر ذكاءً  وثقافة وحكمة، إجابة بسيطة وكأنها كانت تكتب «تغريدات» قبل ظهور هذا الشكل من الكتابة الذى اخترعه الأخ «تويتر» بزمان. كانت تغريدات أم كلثوم تدور حول الفن والغناء والموسيقى، وهذه بعض تغريداتها.

من قال إننى فى القمة؟ إننى سائرة فى الموكب فقط.. والعمر مهما طال فإن الأمانى والآمال أكبر من أن يتسع لها ولتحقيقها.

الموسيقى لغة لا تحتاج إلى مترجم تعبر عن مشاعر معينة لشعب معين، فإذا فقدت طابعها فقدت معناها.

القول إن موسيقانا يجب أن تتبع أساليب التأليف العالمية هزء من عقدة الخواجة، عندنا بعض أفراد يعجبون بكل ما هو أجنبى ويرفعون من قدره وهذا كلام فارغ.. يجب أن نصدر أحكامنا على فنونا لما فيها من قيمة فنية وليس لمدى تشبهها بفنون الخواجات.

موسيقانا الآن عالمية ويستطيع كل إنسان أن يتذوقها.

موسيقانا العربية متطورة والفضل فى تطورها يرجع إلى الكلمة.. الكلمة الجديدة تحمل فى طياتها إيحاء بنغم جديد، والابتكار فى الكلمات هو الذى يدفع بالألحان أن تتجرد، فالكلمات فى رأيى هى قائدة الموسيقى والشعراء هم الذين بدأوا بالتجديد وكان على الملحنين أن يلحقوا بمعانيهم الجديدة..

الأغانى الفرانكو آراب فى نظرى ليست أغانى قد تصلح للكباريهات ولكنها ليست أغانى.

علاقتى بالقصيدة علاقة حب دائم، وأنا أحب الشعر فقط الجميل منه، وأقدم قصيدة جديدة فى كل موسم على سبيل التنويع، وهذا بالطبع لا يعنى أننى أفضل القصيدة على الأغنية، فكلاهما جميل، وكلاهما لا أقوله إلا بعد أن انفعل بمعانيه انفعالاً تامًا.

أنا لا أفرق بين الشعر القديم والشعر الجديد فلا  قديم ولا جديد فى المعنى الجميل، أو الصورة الجميلة أو القصيدة الجميلة، والعمل الفنى المتكامل الذى يجبر الإنسان على احترامه ولا يمكن  أن يصاب بالقدم حتى ولو مرت عليه الأجيال، بل يظل جماله جديدًا ومتجددًا على الدوام.

عاشت الموشحات الأندلسية طويلاً فى تاريخنا الموسيقى.. وفى رأيى الشخصى أن الموشحات الأندلسية هى أرشيف للموسيقى العربية، وكل مغن يجب أن يتعلمها ويستذكرها تمامًا كما يحفظ الشاعر عشرة آلاف بيت من الشعر القديم، ليستطيع بعد ذلك أن يقول الشعر، وأنا من جهتى درست الموشحات واستطرقتها وبس لازم نحافظ على طابع الموشحات كما هو, نحافظ عليه كتراث.

أنا دائمًا أشعر بالسعادة  حين أواجه الجمهور، وحين يقاطعوننى بالتصفيق أجد نفسى بين إحساسين: السرور لأنى أرضيت المستمعين، والرغبة فى مواصلة الغناء دون مقاطعة..

سر المنديل الذى أمسك به دائمًا بين يدى أنه يخفف بعض الانفعال الذى أشعر به وأنا أغنى، ثم إن أصابعى تعرق أثناء الغناء فأجففها بالمنديل.

وليس بعد كلام الست كلام.. عظمة على عظمة يا ست.