الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فاتن حمامة وشادية ومستر ستيوارت!

فاتن حمامة وشادية ومستر ستيوارت!

ما أكثر الأجانب من الصحفيين الذين وقعوا فى حب وغرام مصر وشعبها وفنها بل عاداتها القديمة، من هؤلاء المستشرق الإنجليزى «ويزموند ستيوارت» الذى كان يتحدث العربية بطلاقة وعاش فى مصر فترة طويلة، وكانت له صداقات عديدة مع نجوم الأدب والفكر ومن بينهم الأستاذ «فتحى غانم».



«القاهرة «واحد من أجمل كتبه وقد ترجمه الأستاذ يحيى حقى وكتب له المقدمة د.جمال حمدان وصدر الكتاب عام 1969 بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفى لنشأة ومولد القاهرة ولم يترك الكاتب شيئًا إلا وكتب عنه بحب وشغف، واستوقفنى فصل عن «أمسيات القاهرة» ويتحدث عن السينما فيقول: القاهرة هى المدينة العربية الوحيدة التى توجد فيها صناعة سينمائية ضخمة منذ العشرينيات وكان الإنتاج فى بعض السنين يزيد على مثيله فى بريطانيا الأمر الذى جعل بعض المخرجين الرواد مثل «يوسف شاهين» يبدى أسفه لأن الكثرة طفت على الجودة وسلبته المقدرة على الوقوف بجانبها.

ويأ خذ الفن السينمائى المصرى أسلوبًا واحدًا لا يغيره، ولى تجربة شخصية مع هذه الصناعة عندما كانت تحت السيطرة الرأسمالية، فقد دعتنى صديقة لتناول الغداء مع أحد المنتجين الكبار وهو من أصل شامى بدأ حياته فى تصميم زينات لشعور السيدات، وربما كانت «جوستين» إحدى عميلاته البطلة الروائية فى رباعية لورنس دوريل - ثم خصص نفسه لتصميم الأفلام لملايين العرب.

وطلب منى قائلا: أريد قصة يا مستر ستيوارت تليق بنجمتينا الكبيرتين فاتن حمامة وشادية وستكلفانى معا نصف ميزانية الفيلم، لذلك أطلب أن تحتوى القصة على شىء جديد مبتكر.

وقد سبق أن شاهدت هاتين السيدتين إحداهما فاتن متزوجة من عمر الشريف الذى لعب دور الشيخ فى فيلم لورنس وهى فيما أعتقد أشد الممثلات إخلاصًا لعملها والأخرى شادية فتاة ظريفة تبدو مرحة ولها صوت رفيع.

سألت: اتطلب شيئا واقعيا؟ فرفع يديه بأظافرهما الملمعة فزعا وقال: أعوذ بك يا مستر ستيوارت أرجوك إن جمهورنا من الطبقة الفقيرة وعندهم ما يكفيهم من الواقعية، إنما أريد لهم أن ينطلق بهم خيالهم بعيدا عنها.

ويعترف ديزموند سيتوارت وهذا لا يطابق الواقع كما شاهدت فى الأفلام المصرية ولكننى كنت فى ذلك الوقت محتاجًا إلى المال - كما تعلم بذلك صديقتى - وكان ما عرضه على - مقابل عشرين صفحة - ما أقنعنى إلا أن صديقا حذرنى ناصحا: خذ حذرك فإنهم سيدفعون لك أجرتك عن كل مرحلة من العمل إلا الأخيرة منها.

وقد تبين صدق قوله فكنت لا أنال ما أستحقه إلا على أقساط ضئيلة وبعد إلحاح وكلما اتصلت بالمنتج تليفونيا فإما أن يكون نائمًا أو متغيبًا فى سوريا؟

ولما انتهيت من القصة وبقى لى ثلث ما أستحقه قيل لى فى نبرة استياء: كان يمكن لابنى أن يسطر فى صفحتين ما ملأت به عشرين صفحة، أما عن لغتك الإنجليزية فإن ابنتى وهى طالبة فى الجامعة الامريكية تقول إن المستر «ستيوارت» يكتب لغة إنجليزية جيدة ولكنها ليست بالإنجليزية الخالصة.

ويضيف ستيوارت قائلا: وماذا كان فى مقدورى أن أفعل، لقد كنت غير فخور عن هذا السيناريو غير الواقعى.