الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لطفى الخولى..  وذكريات روزاليوسف!

لطفى الخولى.. وذكريات روزاليوسف!

«روزاليوسف» مدرسة تلمع فيها الأقلام الشابة، وتتخرج فيها الوجوه الجديدة الناجحة وحين أفكر فى السبب الذى أضفى على «روزاليوسف» هذه الصفة البارزة لا أجد سببًا أقوى من الحرية، الحرية التى كانت «روزاليوسف» دائما تعالج بها المسائل العامة، والحرية التى كانت تعطيها لمحرريها، فهذه الحرية هى التى جعلت أغلب الأقلام الشابة المتحررة تسعى إليها وتبرز فيها.



السطور السابقة كتبتها السيدة «روزاليوسف» فى كتابها ذكريات»، ولم  أندهش عندما عثرت بالصدفة على مقال وثيقة للكاتب الكبير الأستاذ «لطفى الخولى» يروى فيه ذكرياته كاتبًا ناشئا فى روزاليوسف وعنوانه «من حق النفاق إلى الأحكام العرفية» بمناسبة عيد ميلاد روزاليوسف.

«فى أيامنا كانت الكتابة فى «روزاليوسف» تعبيرًا عن ثورة جيلنا الذى راح يتفتح على الاشتراكية فى أواخر الأربعينات، كنا أكثر شبابًا، أكثر شجاعة، ولم يكن لنا «كروش» بعد!!

فى روزاليوسف تبلورت أعمق صداقات جيلنا، عركتنا الحياة، وسرنا نحو النضوج كل بطريقته، وكانت الكتابة فيها هى حياتنا، عملنا وكتبنا، رأينا وكتبنا، أخطأنا وكتبنا، أحبينا وكتبنا، حقدنا وكتبنا، أفلسنا وكتبنا، سجنا وكتبنا، وكان كل يحلم بمصر جديدة ويعيش الحلم!

ومع إنك تحس - لحظة - فى روزاليوسف إننا كتاب محترفون عليهم أن يكتبوا فى كل أسبوع شيئًا محددًا له مقاس وحجم وطبيعة وأشكال متفق عليها أو مطلوبة أو مقررة، وإنما كنا نكتب ما نعيشه ونحس به ولعله من أجل ذلك، لن تجد من كتاب جيلنا- فى «روزاليوسف» من اقتصر على لون واحد من الكتابة.

مارسنا الكتابة فى الأدب والفن والسياسة وأحيانا الطب كما فعل زميلنا.. صلاح حافظ ببابه المبدع «انتصار الحياة»، أو القانون كما فعلت أنا فى باب «تعلم حقوقك»!

«ويمضى الأستاذ «لطفى الخولى» رحمه الله فى ذكرياته:

«أولى محاولااتى القصصية احتضنتها «روزاليوسف» كذلك مقالاتى السياسية والأدبية والنقدية، ولست وحدى، هناك «سامى داود» و «فتحى غانم» و«أحمد بهاء الدين» وعميد الأمام، وصلاح حافظ وأحمد عباس صالح ومحمود أمين العالم ومحمد عودة وغيرهم كثيرون.

وحينما رجعت إلى ما تبقى لدى من أوراق الذكريات اكتشفت أن فكرة مسرحيتى «القضية» التى كتبتها عام 1960 كانت موضوع مقال لباب «تعلم حقوقك» كتبته فى روزاليوسف بتاريخ 14/7/1952 بعنوان «تشرشل فى مصر» تعرضت فيه للقاعدة القانونية التى تقرر «أن الجهل بالقانون لا يعذر» ورويت خلالها قصة صديق طبيب صدر ضده حكم لأنه قام بسد نافذة فى عيادته كانت تطل على الشارع وفتح أخرى جديدة دون أن يستصدر بذلك رخصة رسمية من مصلحة التنظيم!

وكذلك كانت قصتى الأولى فى روزاليوسف «بدوى أفندى وشريكه» هى أساس مسرحيتى الأولى «قهوة الملوك» التى كتبتها عام 1956.

إلى هذا الحد ظلت تجربتى فى روزاليوسف تختزن فى الذات ودونما شعور، أفكارًا تتشكل مع الزمن فى صور أخرى من صور التعبير، ولا أظن إنى أنفرد وحدى بهذه الظاهرة. وللحكاية بقية..