أسرار «عمر الشريف» بقلم «على أمين»

طوال السنوات التسع التى أمضاها الأستاذ الكبير على أمين خارج مصر بعد سجن توأمه مصطفى أمين اعتاد أن يكتب له بانتظام، كانت رسائل على أمين لشقيقه أشبه بمجلة أو صحيفة يكتب فيها لأخيه المسجون آخر الأخبار فى لندن سواء سياسية أو فنية ومن قابلهم من المشاهير العرب والأجانب.

فى إحدى هذه الخطابات تحدث عن النجم العربى الكبير عمر الشريف وأخباره وأسرار تنشر لأول مرة وكتب: جاء إلى لندن هذا الأسبوع - فبراير سنة 1968 - عمر الشريف ليشترك فى مباراة عالمية للبريدج وقد اهتمت به الصحف الإنجليزية اهتماما كبيراً ونشرت له صورة وهو يلعب البريدج، وهو يتمتع هنا بشعبية ضخمة وخاصة بين البنات ولاتزال رواية «دكتور زيناجو» تعرض فى أكبر دار للسينما فى لندن، وهى تعرض باستمرار منذ عامين.

ولايزال الإقبال شديداً عليها رغم أن النقاد هاجموا الرواية وتوقعوا فشلها، ولكن الجمهور لم يقر النقاد على حكمهم وسجلت الرواية أرقامًا قياسية حتى أن إيرادها كاد يقترب من إيراد «ذهب مع الريح» وأننى أتوقع لعمر مزيدًا من النجاح ولا أستبعد أن تحقق نبوءة المخرج الإنجليزى دافيد لين الذى قال لى منذ خمس سنوات إنه يتوقع أن يصبح عمر «رودلف فالنيتنو» السينما بعد بضع سنوات.

وقد قال لى عمر إن فاتن لا تزال فى عصمته وأنه لن يطلقها إلا إذا طلبت هى الطلاق ولقد حاولت فى وقت من الأوقات التوفيق بينهما ولكننى فشلت واقتنعت أخيرا أن لا أمل فى إنقاذ هذا الزواج، وأن النجاح الضخم الذى حصل عليه عمر شجعه على أن يحاول التحرر من الوصاية التى كانت فاتن تحاول أن تستمر فى فرضها عليه، كما كانت تفعل لما كان عمر ممثلا صغيرا.

وكانت فاتن أعظم ممثلة فى الشرق الأوسط وقد أحست أن عمر كان فى قرارة نفسه ثائرًا على هذه الوصاية، ولما انفتحت أمامه أبواب السينما العالمية قرر أن يتحرر من هذه الوصاية، وتصور أن فاتن لن تحاول فرضها عليه بعد أن ثبتت أقدامه فى السينما العالمية ولكن فاتن لما جاءت إلى أوروبا حاولت أن تسترد مركز الوصى التى كانت تحتله لما كان عمر فى مصر، وهنا بدأ الاحتكاك، وازداد هذا الاحتكاك بعد أن قويت شخصية عمر وازدادت ثقته بنفسه.

وعمر يعشق ابنه وكنت أتصور أن هذا العشق سيعيده إلى بيت الزوجية، ولكن النجاح الضخم الذى حققه وارتماء أحلى بنات العالم تحت قدميه وفرحته بحياة العزوبية كل هذا تآمر ضد فاتن وجعل استئناف حياتهما الزوجية مستحيلا.. وهو يرعى فاتن وأولادها رعاية ممتازة وهو يدعوها من وقت لآخر لتناول الغداء معه ومع ابنه وابنتها. والنجاح لم يغير عمر أنه لايزال يحتفظ بأصدقائه القدماء وهو يحن لزيارة القاهرة ويقول لى دائما إنه يتمنى أن يسافر لها فى عطلة نهاية الأسبوع أثناء تمثيل روايته ولكنه يخشى أن تطول إجراءات الخروج كما طالت فى آخر زيارة قام بها للقاهرة ومثل هذا التأخير خسائر ضخمة لشركات السينما مما يؤثر على مستقبله.

وعمر سيبدأ قريبًا فى العمل فى ثلاثة أفلام جديدة وأسهم عمر فى ارتفاع حتى أن التليفزيون «بى.بى.سى» قدم تاريخ حياته وقصة نجاحه فى برنامج استغرق حوالى الساعة وتحدث فيه كبار الممثلين والمخرجين الذين عملوا معه.

وقد كان الملايين لا ينسون منظره وهو يركب الجمل فى أول رواية «لورانس» فقد كان ظهوره من أبرع المشاهد التى ظهرت فى السينما، وفاجأ عمر  جمهور التليفزيون بأن اعترف بأن راكب الجمل ليس عمر الشريف إنه أحد خبراء الجمال وقد لبس ملابس عمر، وقد أعجبت بشجاعة عمر فى إعلان هذه الحقيقة التى آمن بعكسها الملايين خلال السنوات الماضية، ولكن عمر لم يشأ أن ينسب عملًا ليس له، وهذا دليل على أنه أصبح يثق فى نفسه.