الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أم كلثوم زعامة  صوت العرب!

أم كلثوم زعامة صوت العرب!

لم تكن سيدة الغناء العربى «أم كلثوم» مجرد صوت يردد كلمات الأغانى التى كتبها الشعراء وصاغها ملحن عبقرى، بل كان لها رأى وكلمة فيما تغنيه وكانت دائمًا مع التطور المحسوب والتجديد الذى لا يخاصم الماضى!!



وفى مذكراتها التى صاغها الكاتب الكبير الأستاذ على أمين ونشرها فى مجلة «هى» التى كانت تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم تقول: عندما لحن لى زكريا أحمد الأغنية الرائعة «اللى حبك يا هناه» كان أساس الغناء العربى قد أصبح راسخًا وعندئذ بدأت أتطلع نحو الأسلوب الأوروبى فى الغناء بعدما قطع محمد عبدالوهاب فى هذا المجال شوطًا قطع الأنطار!

وكانت السينما هى صاحبة الكلمة فى هذا الاتجاه الجديد لى، ففى عام 1934 قمت ببطولة «وداد» فكان فرصة لبعض التجارب المتحفظة فى التلحين الجديد.

ونجحت هذه التجارب فى نطاقها الضيق ثم اتسعت فى الفيلم الثانى «نشيد الأمل» الذى قمت ببطولته فى عام 1936، وغنيت لأول مرة ألحانًا موزعة على الطريقة الأوروبية، كما فى أغنية «يا مجد ياما اشتهيتك» و«منيت شبابي» و«نشيد الجامعة»!

وبرغم نجاح هذه التجربة عدت إلى الطريقة العربية الخاصة فى أفلامى التالية، وبلغت هذه الطريقة حد البداوة فى فيلم «سلامة» الذى تولى زكريا أحمد تلحين جميع أغانيه على طريقة خاصة تجنح إلى البداوة، وإن كانت آية فى الجمال والرقة!

وبوجه عام كانت أغانى أفلامى هى خلاصة أغانى وأقواها وأجملها من الناحية الفنية!

إلا أن حفلاتى الإذاعية الشهرية التى بدأتها منذ عام 1935 كانت تحتاج إلى ألحان أخرى غير ألحان الأفلام، ففى هذه الحفلات أخاطب المستمعين مباشرة وأقف فيهم كما يقف الخطيب فى مستمعيه.. وهذا كله يحتاج إلى ألحان شبه «خطابية» يعيش الجمهور فى حماستها وإثارتها طوال السهرة!

ومن هنا بدأت تنمو طريقة السنباطى فى التلحين بحيث تشتمل كل أغانيه على مقاطع معينة تثير الجمهور وقفلات معينة تهزه فى مقاعده بل تنتزعه منها!

إلا أن السنباطى لم يتبع أسلوبًا سوقيًا مبتذلًا فى إثارة مستمعى الحفلات الشهرية بل استطاع أن يستنبط طرائق فى التلحين وافقت معدن صوتى وسايرت تطور فن الغناء العربى ودفعته إلى الأمام.

وبالتدريج أصبحت لطريقة السنباطى فى التلحين ملامح خاصة وثابتة واقترنت فى أسماع الناس بصوتي وطريقة أدائى!

ولكن الزمن لم يتوقف وكان لابد أن يجرب الملحنون الآخرون حظهم مع صوتى وأتحت لهم الفرصة فتقدموا بألحانهم خطوة وخطوات إلى الأمام.

هكذا كانت السيدة أم كلثوم وفى اعتراف نادر للموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب قال فيه: من أهم مزايا أم كلثوم زعامة الصوت.. الصوت الذى ينتظره مائة مليون شخص!!

ولاتزال أم كلثوم تزداد حضورًا وتألقًا وإبداعًا يتحدى الزمن!