الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ترامب وسنينه

ترامب وسنينه

تلاحق اللعنات الرئيس ترامب بشكل غير مسبوق فى التاريخ الأمريكى عند حساب الرؤساء، وأصبح متهمًا ينتظر محاكمة سيسمح بها مجلس الشيوخ بعد إجراءات عزل صوت عليها مجلس النواب وانضم لها عشرة من الأعضاء الجمهوريين أعلنوا دعم قرار الاتهام واستعداد بعض الجمهوريين فى مجلس الشيوخ للتصويت على إدانته، وسرور من زعيم الأغلبية الجمهورى فى الشيوخ «ميتش ماكونيل» بوقوف ترامب على حافة العزل وأمله بأن تسمح العملية للحزب بقطع صلاته بترامب بهدف إصدار حكم بمنعه من الترشح مرة أخرى للرئاسة الأمريكية أو تولى أى وظيفة فيدرالية أو حتى الحصول على أى ميزة بصفته رئيسا سابقا.



لا لأن الرئيس الخاسر فى سباق الرئاسة لم يعترف بهزيمته وألقى بتهمة تزوير الانتخابات على طريقة محمد مرسى وجماعة الإخوان الإرهابية فإذا لم يفز مرسى «تبقى الانتخابات اتزورت «وإذا تأخر إعلان النتيجة «يبقى بيزوروا الانتخابات» وميليشيات جماعة الإخوان المسلحة جاهزة فى الشارع والمقاتلون سينزلون إلى مصر أفواجا.

ولا لأنه رئيس وقح تعامل بعنجهية وتطاول على الجميع داخل الولايات المتحدة وخارجها وقدم نموذجًا فجًا لبلطجى سليط اللسان تحت يديه أدوات اقتصادية يهز بها اقتصادات العالم وقوة عسكرية لأقوى جيوش العالم تحول على يديه إلى جيش من المرتزقة بلا شرف يقبض الثمن قبل أن يتحرك.

لكن لأنه - ترامب - الرئيس العنصرى الذى أيقظ وحش عنصرية البشرة البيضاء التى حاصرتها الاعتبارات الديموجرافية فى نمو واضح لأصحاب البشرة السوداء وذوى الأصول اللاتينية، واختبأ فى غرفة محصنة بعد أن ألقى خطابا غذى الانقسام العرقى عندما اشتعلت مظاهرات ضد العنصرية فى مقتل الأسود جورج فلويد أدت إلى إشعال الحرائق والنهب والسرقة فى أكثر من 30 مدينة أمريكية، وخرج منها ملوحا بالانجيل متخفيا وراء الدين فى امة قرر آباؤها المؤسسون إنها امة كل الأديان لا دين رسمى لها..

ولأنه - ترامب - المحرض على أعمال العنف واقتحام مبنى الكابيتول فى اعتداء استثنائى على كل قانون أومظهر للديمقراطية وقبلها حرض على حاكمة ولاية ميتشجان «جريتشن ويتمر» التى أصرت على الإغلاق العام لمواجهة كورونا فتعرضت لمحاولة اختطاف جادة. 

ولأنه ترامب أعاد الولايات المتحدة إلى عصور أهدرت قيم الإنسانية فى صراع عنصرى دموى يضمن التفوق والامتياز للجنس الأبيض وغيره من أجناس أخرى لا يستحق ومعه 75 مليونًا صوتوا له، ستدخل الولايات المتحدة الأمريكية لوقت طويل قادم فى إشكالية وجودية كتركيبة اجتماعية ستتأثر بها داخليًا وستؤثر بها فى العالم أجمع.