السبت 22 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«ثقافة المؤخرة»

«ثقافة المؤخرة»

فى يوم من الأيام كتب مصطفى أمين مقال بعنوان «اكتب إليكم من سرير فاتن حمامة»، وهنا غضبت سيدة الشاشة العربية، وعندما اتصلت بمصطفى أمين فسألها هل قرأتى المقال للنهاية ؟ فأجابت: لا، وعندما قرأت هدأت.. وضحكت كثيراً،  حيث كان يتحدث بأسلوب شيق عن سرير غرفة المستشفى التى دخل فيها وقت مرضه وبالصدفة كان نفس الغرفة التى تعالجت فيها سيدة الشاشة العربية.



هنا أسرد واقعة لأشرح مقالًا لأحد عمالقة الصحافة فى مصر والوطن العربى ،لنرى كيف كانت كلمة فى مقال «بديع» بأسلوب جذاب عن سيدة الشاشة العربية أثار غضبها.

فى الأسبوع  الماضى انشغل مجتمع السوشيال ميديا بما قالته الفنانة رانيا يوسف عن «جمال المؤخرة» فى حديثها بإحدى القنوات العربية، وأنه من يملك شىء جميل يجب أن يبرزه وأن مؤخرتها مميزة لذا يتحدث عنها الجميع «لأ أعرف إصرار رانيا يوسف على أن تظل مسار حديث لا ينتهى وانتقادات لا تتوقف، ليس على أدائها الفنى أو أدوارها، فأعتقد أن المتابعين نسوا حتى أبرز أدوارها  سواء فى السينما أو الدراما وانساقوا طواعية وراء «المؤخرة» فى مشهد عبثى سطحى يعكس ضحالة كل من يتابع أو يشارك لتصير رانيا يوسف «ترند» كل يوم، وينتظروا إطلالتها المختلفة بفساتينها المثيرة، رانيا يوسف موهوبة بلغة أهل الفن لكن تهدر موهبتها بـ«مؤخرتها» وهذا جعلها فى مؤخرة أبناء جيلها من نجمات الصف الأول، من حق رانيا يوسف أن تطل على جمهورها لا بحديث المؤخرة ولكن برقى المعنى وجمال الأسلوب فى رسالة هادفة كنجمة، ولو استغلت ذلك ستكون فى مكان آخر، رانيا يوسف لو غابت عن المشاركة فى  الدراما أو السينما لن تتحدث الصحف عن سر غيابها وهذا جرس إنذار لخفوت نجمها مهما أخذت من الترند فمن عادة الناس النسيان ويتذكرون الأعمال، نتفهم أن هناك نجمات فى العالم يصنفن كأصحاب أجمل مؤخرة مثل جنيفر لوبيز ، قد يكون لدى رانيا يوسف ،تفكير بأن تكون أول فنانة عربية تصنف كصحابة «أجمل مؤخرة» هنا نتفهم الدوافع وراء تلك التصريحات لتصبح «نمبر وان فى المؤخرة» ولكن ليس بـ«المؤخرة» تكون القوة الناعمة التى صدرت الإبداع والمعرفة لكل من حولنا.

ولا يقل عما أثرته رانيا يوسف بالحديث عن المؤخرة «سوى مؤخرة أخرى فى حدث آخر عندما تنمر أحد المتابعين على ابنة النجمة يسرا اللوزى  ووصفها بأنها «أم الطرشة»، فى وقاحة فجة وأٍسلوب غير معتاد على المجتمع المصرى الذى يتعاطف مع أى إنسان لديه إعاقة ليرى فيه أنه تحد، والأسلوب المتدنى نوع من الشماتة لكون أمها نجمة وفنانة معروفة ومشهورة فيرى فى ابنتها نقيصة لـ»يعايرها بها، لكن يسرا اللوزى باسلوبها الراقى وبأدائها الهادئ أعطت المتابع الشامت درسًا فى وصف ابنتها، يسرا اللوزى نجمة لا يقلل شماتة أحد منها أومن ابنتها، بل إنها حولت محنة ابنتها إلى منحة لكل الأطفال فى مثل حالتها، حيث تتبنى حملات إعلامية من وازع حبها لابنتها لينتبه الجميع لـ«ضعاف السمع».

وما تقوم به يسرا اللوزى يساهم بشكل إيجابى فى حياة عائلات كثيرة ويسمح للأطفال الصم وضعاف السمع، إنهم يجدوا الدعم منذ الصغر حتى يستطيعوا التعليم ولا يكونوا عبئًا على أحد، بل بالعكس سيكونوا قادرين ان يندمجوا فى المجتمع. شكرا للنجمة «يسرا اللوزى» على ما تقدمه علناً وما تدعمه سراً فى دعم الأطفال الصم وضعاف السمع.

وانتهى المشهد الأخير فى ثقافة المؤخرة» بالشماتة فى الموت، عندما طالبت الفنانة القديرة سوسن بدر جمهورها ومتابعيها عبر حسابها على إنستجرام، بإغلاق صفحة متابع لها تمنى لها الموت، من خلال تعليقه على نعيها للمخرج الراحل حاتم على.

ثقافة الشماتة فى الموت أو المرض لا يجيدها إلا جماعة الظلام يرون فى أى مبدع أو فنان عورة، مشهد الشماتة والتطاول على من لا يملكون ظروفهم لمرضهم أو لموتهم من الفنانين والنجوم غريب على المجتمع المصرى المتسامح فى مثل تلك العادات.