الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
النجاة من كورونا.. قرار شخصى

النجاة من كورونا.. قرار شخصى

حديث كورونا أصبح الحديث الأول فى البيوت إن لم يكن الحديث الوحيد الآن.. قريب فى عزل منزلى أو صديق يجرى المسحة هو وعائلته بعد ان ظهرت اعراض أو جار يستغيث بمستشفى عزل أو زميل يتحدث بذهول عن تكلفة مالية باهظة لمستشفيات العزل.. أو معرفة يسأل عن اعراض ظهرت وهل هى كورونا أم لا.. فيما يشبه حالة فزع عام من التعرض للاصابة بالفيروس اللعين. حسنا.. فى كل الأحوال وما يفترض أن يكون بديهيا أن تتناسب حالة الفزع مع سلوك يتفادى أى احتمالية للإصابة و يجعل التمسك بوسائل الحماية أولوية الأولويات خاصة أنه حتى الآن لم يظهر علاج حاسم للمرض وكل ما ينجح فيه المصل الجديد هو التأثير فى حدة الأعراض طبقا للحقيقة الطبية.. وليس سرا أن فصل الشتاء هو التوقيت المثالى لنشاط الفيروس وتحوره وارتفاع معدلات الإصابة به مثله مثل فيروس الانفلونزا. وبعيدا عن أرقام وزارة الصحة وإجراءاتها بل أدائها المثير للجدل فان واقع الأمر يؤكد أن السلوك الشخصى لا يتناسب أبدا مع حالة الفزع من التعرض للإصابة ولا اعلم هل هى اتكالية أو تواكل أم بلادة مشاعر أم استهانة بالخطر الكبير أو ايه يعنى؟.. رغم العلم التام بسهولة التعرض للإصابة والتكلفة المالية الباهظة جدا لمستشفيات العزل وقسوة العلاج وانخفاض معدلات الشفاء وعدم النجاة فضلا عن محدودية الطاقة الاستيعابية للمستشفيات الحكومية.. فليس هناك أسرار. وعلى الرغم من أن محاولة تجنب الإصابة بسيطة وغير مكلفة بالمرة.. نظافة شخصية وماسك وابتعاد عن اماكن مغلقة وتجمعات وليس ارتداء ماسك عند دخول مول أو سوق تجارية وخلعه بعد عبور البوابة وكأنه كارنيه لدخول ناد.. وليس قناع مسدول على الذقن فى ميكروباص يرفع للأنف عند ملاحظة لجنة أو ضابط شرطة.. أو دليفرى حدق حبتين يقولك الماسك بيخنقنى. صحيح هناك مطالبات بإغلاق عام أو حظر تجول على الأقل.. فهل منع الإغلاق العام فى الأعياد السابقة وشم النسيم الناس من التكدس فى تجمعات مغلقة فى بيوت؟.. وهل نجح حظر التجول فى تجنب تكدس فى الأسواق والمواصلات العامة والزيارات الرمضانية..؟ وهذه أمثلة.. فالوضع الاقتصادى لا يحتمل إجراءات الغلق وحظر التجول وقد جربناها كما أنها لم تنجح فى ضبط السلوك الاحترازى الجمعى. علينا أن نثق فى أن الإجراءات الإدارية للدولة ليست حلا وأن الغرامات الحكومية مهما كانت مرتفعة القيمة ليست بديلا لانضباط السلوك الشخصى.. وعلينا أن نتأكد أن النجاة من الإصابة بفيروس كورونا هو قرار شخصى.