
محمد عبد النور
الرئيس الأمريكى الجديد
اليوم سيبدأ فصل جديد فى كتاب الولايات المتحدة الأمريكية بتنصيب جوبايدن رئيسًا وربما هو اليوم الأهم ليس بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فقط، وإنما بالنسبة للعالم أجمع، فما يحدث فى أمريكا يؤثر فى العالم بأشكال مختلفة كنتيجة لسياسات ونظريات وخطط بل أيضا تجارب، سياسة واقتصاد وصراعات وحروب وتطور اجتماعى، وما تتأثر به الولايات المتحدة سينعكس سلبًا وإيجابًا على كل المجتمعات التى لها علاقة بأمريكا مهما كانت درجة القرب أو البعد عنها ارتباطًا أو انفصالًا صداقة أو عداوة، حالة الاستقطاب الحادة التى يعيشها المجتمع الأمريكى الآن على درجة من الخطورة لا يمكن الاستهانة بها فما يقرب من 73 مليون أمريكى صوتوا للرئيس السابق ترامب عن قناعة تامة بانحيازت ترامب العنصرية وممارساته وآرائه المعلنة فى المؤسسات الأمريكية، وعداواته التحريضية لها التى أظهرت هذا الصراع المجتمعى على السطح فى شكله العنيف إلى حد اتخاذ هذه الدرجة من الإجراءات الاستثنائية فى حفل تنصيب الرئيس الجديد، بعد أن أصيبت المؤسسات بالصدمة من مشهد العنف فى الاعتراض على نتيجة الانتخابات الرئاسية واقتحام مبنى مجلس النواب بسبب تحريض من رئيس غامر بإثارة مناصرية إلى أبعد حد، والآن ينتظر المحاكمة السياسية.
سيصبح على رأس أولويات الرئيس الجديد بايدن وموظفيه وحزبه الديمقراطى التعامل السريع مع هذا الملف بسياسات وقرارات وحوار مجتمعى شامل، ربما ينجح وربما يزداد الموقف تعقيدًا، وسيستغرق من الوقت ما يجهد كل الأطراف ولا أقول إن الملفات الأخرى ستؤجل أو ستبطئ وتيرة التعاطى معها، وأقصد هنا سياسات التعامل مع العالم ونحن منه، فأمريكا لا تعيش يومًا دون أن تؤثر فى العالم بشكل أو بآخر، فالأهداف الأمريكية واضحة ومصالحها موثقة سواء فى الحكم أو إدارة من الحزب الجمهورى أو من الحزب الديمقراطى، وستؤثر سياسات الحزب الديمقراطى الساكن فى البيت الأبيض فينا، وسنتأثر بها ونحن نتعامل معها وليست من الأسرار نظرياته وتوجهاته وأيضا انحيازاته. كما أنه ليس من الأسرار ما نتفق فيه أو نختلف عليه، فالملفات فى العلاقات المصرية الأمريكية ممتدة تشابكًا وتقاطعًا فيما يخص الثنائية منها أو فيما يتعلق بالمنطقة والإقليم وأيضا العالم، لكن ستظل بوصلة المصالح العليا للشعب المصرى هى المعيار الوحيد فى العلاقات مع الإدارة الجديدة فى البيت الأبيض والرئيس الجديد بايدن.