
محمد عبد النور
القرى المصرية.. مشروع القرن
ليست مبالغة وأستطيع وبكل قدر من الثقة أن أقول إن مشروع تنمية القرى المصرية الذى تبناه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى وكلف بتنفيذه هو بحق مشروع القرن الـ 21 للمصريين إذا جاز التعبير رغم ضخامة وتعدد وتنوع المشاريع القومية العملاقة التى تتم على ارض مصر الآن.
مشروع القرن الذى بتنفيذه سيتغير شكل ومضمون حياة 50 مليون مواطن هم تقريبا نصف التعداد السكانى لمصر تحت مظلة العنوان العريض «حياة كريمة» سيحظى نصف سكان مصر بتنمية شاملة فى قطاعات للبنية الأساسية والمرافق طرق ونقل، صرف الصحى ومياه الشرب، كهرباء وإنارة عامة، وتطوير الوحدات المحلية، والشباب والرياضة، والخدمات الصحية والتعليمية، والتدخلات الاجتماعية المختلفة.
ستتغير حياة نصف سكان مصر دفعة واحدة خلال ثلاث سنوات فقط وببرنامج تنفيذى مخطط علميا ومدروس جاهز بالموارد المالية 515 مليار جنيه وهو رقم فى حد ذاته مذهل اولا من حيث الضخامة وثانيا من حيث قرار الدولة الجرىء بصرفه فى هذا المشروع وهى الفرصة التى لم تتح على مدار 69 عاما مضت منذ قيام ثورة 23 يوليو وإعلانها للمبادئ الاجتماعية وفى مقدمتها تنمية القرى المصرية والارتقاء بحياة الفلاح المصرى ولكنها ظلت هدفا طموحا عصيا على التحقق لسبب أو لاخر.حزمة متكاملة من الخدمات فى جوانب مختلفة صحية واجتماعية ومعيشية فى 4584 قرية فى 175 مركزا إلى جانب نحو 30900 تابع وعزبة ونجع وكما قلت فى برنامج تنفيذى زمنى محدد ثلاث سنوات، فهل ندرك الأثر الاجتماعى والاقتصادى والحياتى الذى سينتج عند الانتهاء من هذا المشروع التنموى الضخم؟
هل نتصور شكل جودة الحياة التى تنتظر 50 مليون مواطن هم نصف سكان مصر عند توفر هذه المقومات الأساسية للحياة الكريمة؟ هل نتنبأ بطبيعة الانسان فى هذه القرى المطورة والتى ستتشكل عندما تتحسن جودة حياته وشعوره بانتباه الوطن لتفاصيل حياته ومن ثم مشاعر الانتماء والوعى العام؟ هل نعلم أنه لن يضطر الى الهجرة من مسقط رأسه الى حضر أو مدينة أو عاصمة بحثا عن فرصة عمل أو طمعا فى حياة بشكل افضل؟
هل أعيد تكرار الأرقام؟ اجابات سهلة لصورة واضحة ليست من ابواب الامنيات ولا الافراط فى التمنى ولا قراءة كف ولكن من ثوابت الارقام وقرقعة الآلات وهدير معدات العمل على الارض بدأ منذ العام 2019 وارادة حديدية للقيادة السياسية على الانجاز ستغير من طبيعة وشكل ومضمون نصف سكان مصر فى مشروع هو كما قلت مشروع القرن الـ 21 للمصريين.. بحق وصدق.