الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
محمد عبدالوهاب كاتبًا!

محمد عبدالوهاب كاتبًا!

لم يكن الموسيقار الكبير الفنان «محمد عبدالوهاب» بعيدًا أو غريبًا عن عالم «الكلمة» التى يبدعها كبار نجوم الكتابة فى مصر وعلى رأسهم بطبيعة الحال أستاذه وقدوته أمير الشعراء «أحمد شوقى» وغيرهم من كبار الأدباء والمفكرين الذين عاصرهم ودارت بينه وبينهم لقاءات وحوارات ممتعة.



وفى كتاب «عبدالوهاب وأوراقة الخاصة جدًا» الذى أعده الشاعر الكبير الأستاذ «فاروق جويدة» نعرف رأى عبدالوهاب فى بعض هؤلاء..

عن توفيق الحكيم يقول: لا يوجد أديب أو مفكر فى مصر أدار شيخوخته بذكاء ومقدرة مثل توفيق الحكيم، إن الحكيم بالرغم من سنه لم يختلف، بل إنه ظل حاضرًا طوال الوقت حيث يختار بذكاء المشاكل التى يعانى منها الشباب والمشاكل التي يعاني منها المجتمع شيوخًا وشبابًا ونساء ويكتب فيها بخبرة وأسلوب العصر الذى نعيشه وهو يحيط نفسه بدعاية خفيفة يخطط لها حتى يظل اسمه حيًا حاضرًا حتى إذا تناول الناس موضوعًا بالكتابة تكون الناس حاضرة له لأن اسمه جاهز لأن يقرأ الناس ما يكتبه!

وعن الأستاذ «مصطفى أمين» كتب يقول: الفرق بين مصطفى أمين وعلى أمين أن مصطفى يعمل من الحبة قبة وعلى يعمل من القبة حبة!! ولم أرَ إنسانًا مثل مصطفى أمين يحب عمله بجنون ويتحمس له بجنون وينسى كل شيء ما عدا ذلك، وهو الذى شيد هذا الصرح الشامخ أخبار اليوم.. وهو سيد هذا الصرح وامبراطوره، لو فرض عليه أن يعمل فراشًا فى أخبار اليوم لعمل بنفس الحماس الذى يعمل به كرئيس للتحرير أو كرئيس لهذا الصرح الشامخ! 

وقد قال لى مصطفى أمين عندما كان يمشى فى جنازة أخيه المرحوم «على أمين» إنه كان حزينًا وسعيدًا، قلت له كيف؟

قال: كنت حزينًا لأننى كنت أودع أخى الوداع الأخير نحن اللذان لمن نفترق لحظة واحدة فى حياتنا إلا مضطرين، وكنت سعيدًا لأننى رأيت بعينى كيف سيشيع الناس جنازتى!

وعن الأستاذ «محمد حسنين هيكل» كتب يقول: الجديد فى محمد حسنين هيكل والذى شد الناس إلى كتاباته أنه لم يكتب مقالة تقليدية كما كان متبعًا من قبل فى كتابة المقال.. وعندما كان هيكل فى أخبار اليوم اختار أن يكون محققًا صحفيًا، فكان من أمهر المحققين الصحفيين والتحقيق الصحفى حوار وخبر، وعندما جاء هيكل إلى الأهرام وكتب المقال السياسى شأنه شأن رؤساء التحرير جاءت مقالته خليطًا من المقال والتحقيق والخبر وبذلك أصبح شيئًا جديدًا يرى فيه القارئ عذوبة الأسلوب والحوار والخبر، ثم ساعده على ذلك قربه من جمال عبدالناصر فكان الخبر الذى يخبئ فى مقاله خبرًا جديرًا بالاحترام والثقة هكذا كان رأيي دائمًا فى هيكل إنه لم يكن صحفيًا تقليديًا!

وعن آخر الظرفاء الشاعر والفنان «كامل الشناوى» يقول:

أكبر مزايا المرحوم الصديق كامل الشناوى أنه كان يملك رادارا إلهيا عجيبًا يكتشف به الموهبة وهى فى المهد ويحتضنها قبل أن يعرفها أحد!! لقد أحس كامل بإحسان عبدالقدوس ومصطفى محمود قبل أن تحس الناس بهما وصادقهما، وأحس بأنيس منصور قبل أن يحس به الناس وصادقه، وأحس بكمال الطويل وبليغ حمدى قبل أن يعرفهما الناس المعرفة الكاملة!

ويعتبر كامل آخر ندماء المجالس فهو يذكرنى بندماء العصر العباسى وهو فى دنياه يشبه فى حقلنا الموسيقى المطرب وليس الملحن، فالملحن يحلق فى غرفته عندما ينفرد بنفسه ويتأمل ويفكر ويعطى للناس ما ألهمه الله به، ولكن المطرب هو الذى يحلق بين معجبيه ومحبيه وجمهوره!

وللحكاية بقية!