طاعة الرسول
روزاليوسف اليومية
إن مكانة السنة لا توضحها كلمات ولا أراء المتحدثين والفقهاء . لكن توضحها قبل ذلك كله آيات رب العزة سبحانه وتعالى . وضحها لنا القران الكريم بما لا يدع مجالا للشك ، حين بين وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ووضح لنا أنه عليه الصلاة السلام هو المبين لآيات رب العزة والموضح للتشريع السماوى .
أما عن وجوب طاعته فلو نظرنا إلى القران الكريم وهو الوحى الإلهى لرأينا أنه جاء بالأمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فى منهج يغرس وجوب طاعته فى قلب كل عاقل وقلب كل مسلم بأساليب متعددة ومنهج قوى محكم لا يحتمل أباطيل أهل الشغب . وكأن بكتاب الله وهو يبرز أهمية السنة على هذا النحو ينظر إلى´ما سيكون فى مستقبل حياة الناس من آخرين يماطلون ويراوغون ويتنكرون للمنهج الربانى .
أوجب الله طاعة رسوله وبين أهميتها على نحو جعل طاعته مترتبة على الإيمان به . وجعل الإيمان به ضمن الإيمان بالرسل قال ” فآمنوا بالله ورسله ” وكأن الإيمان بالرسل أمر واجب ورسول الله ( ص ) هو خاتم النبيين وخير المرسلين فوجبت طاعته والإيمان به ثم يأت بأسلوب أخر لا بعموم الرسل ولكن الإيمان به ذاته ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ ” هنا خص الله الأمر بالله ورسوله وهو الذى يوجب طاعته .
وبين سبحانه أن طاعة الرسل واجبه وهو واحد منهم فطاعته وطاعة الرسل جميعا واجبة ، ثم جاء بالأمر الإلهى باقتران طاعته بطاعة الله ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأَمْرِ مِنكُمْ” أمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأمر بطاعة الله سبحانه وتعالى وحين عطف أولوا الأمر لم يكرر أطيعوا بل قال وأولوا الأمر لتكون طاعتهم متدرجة فى طاعة الله ورسوله .
ويأتى بعد ذلك الأمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم على انفراد حين أصر سبحانه وقال ” وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ”.
كل هذه الآيات القرآنية التى أوجبت طاعته ضمن الرسل أو منفردا أو طاعته مع الله ، كل هذا التنويع فى الأسلوب جاء ليحاصر أولائك الذين يحاولون أن ينفذوا من أى باب ليتنصلوا من هذه الطاعة . فلا يجدون لهم مخرجا .
اذا كان هذا ما يخص وجوب طاعة الرسول ( ص ) فى أقواله وفى أفعاله وفى تصرفاته فقد جاء بيانه للقرآن الكريم على سبيل التقرير ومنه ما جاء على سبيل التفسير ومنه ما جاء ناسخا .
ما جاء علن سبيل التقرير بأن جاءت السنة مقررة ما جاء فى القرآن مؤكدة . فالقرآن أمرنا بالصلاة والزكاة ” وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ” أمر بالصوم ” كتب عليكم الصيام ” أمر بالحج ” على الناس حج البيت ” وجاءت السنة تقرر كل ذلك (بنى الإسلام على خمس . شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا) فكانت السنة هنا فى بيانها للقرآن الكريم مقررة لما جاء به القرآن .
وتأتى السنة مفسرة للقرآن بمعنى أن ما ورد مجملا فى القرآن فسرته السنة . أقيموا الصلاة (كيف نصلى وما عدد الركعات؟) أتوا الزكاة ( كيف نزكى؟ ما النصاب ؟) وغير ذلك من التشريعات والتفصيلات تناولتها السنة المطهرة . فهى تفسر مجمل ما جاء بالقرآن وتقيد المطلق ومعنى تقييد المطلق أن ما ورد فى القرآن مطلقا كقوله تعالى وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا ” جاءت السنة لتقول أنها اليمنى . ومن أن مكان جاءت السنة لتقول من الكوع وهكذا.