
محمد عبد النور
لقاح كورونا
الحصول على لقاح كورونا ليس بالسهولة التى يصورها البعض ولا يتم بالمزايدات الكلامية التى يدمنها البعض، وإنما يخضع لقواعد وشروط إنتاجية بحتة ومجرد حصول مصر على اللقاح حتى ولو فى كميات قليلة أو متنوعة فى هذا التوقيت الدقيق ووسط صراعات شرسة بين الدول المتقدمة فى الحصول على اللقاح هو فى حد ذاته نجاح يستحق كل التقدير.
فليس قبل ستة أشهر فى أفضل تقدير أو نهاية الصيف القادم تحديدًا حتى يبدأ إمداد غالبية دول العالم، النامية والفقيرة بلقاح كورونا بعد أن تنتهى الدول المتقدمة من تطعيم مواطنيها باللقاح والنسبة المستهدفة هى 70% من مواطنى هذه الدول حتى تتحقق مناعة القطيع التى ربما تحمى من الإصابة بالفيروس اللعين أو حتى تخفف من أعراضه وتأثيره على الجسم وهو ما يحتاج إلى أكثر من مليار جرعة، وهذا ليس كلامى وإنما هو المعلن فى العالم كله.
والمعادلة هنا لا تتعلق بحجم ما تملكه الدول من أموال أو ما تحدده من مخصصات مالية لشراء اللقاح حتى لو كانت دولا فقيرة أو متوسطة الدخل أو أكثر فقرا مهما كان ثمنه فهذا أمر سهل، كما أنها لا تتعلق بحقوق الملكية الفكرية لصاحب الاختراع لأنه لا حماية لحقوق الملكية الفكرية فى زمن الوباء، فالجميع يستطيع استخدام الاكتشاف أو الاختراع أو المصنف الدوائى دون حرج ودون الخوف من مطالبات ويستطيع إنتاجه.
ولكن المشكلة الأساسية تتعلق بحجم إنتاج اللقاح فى مصانع الشركات سواء كان لقاح استرازينيكا أو فايزر أو الروسى أو الهندى أو الفرنسى أو غيره والقدرة على التخزين والتوزيع، وربما ننتبه للخلاف الحاد الدائر الآن بين الاتحاد الأوروبى وشركة استرازينكا البريطانية التى لم تف بتوريد 80 مليون جرعة من اللقاح من اتفاق مقرر بـ300 مليون جرعة قابلة للزيادة بمائة مليون إضافية رغم أن مصانع الشركة فى هولندا وبلجيكا تقع ضمن نطاق الاتحاد.
أو كما هو الحال مع لقاح فايزر فى الولايات المتحدة حيث أعلن الرئيس بايدن عن خطته فى تطعيم مائة مليون أمريكى خلال المائة يوم الأولى من ولايته ثلاثة أشهر وهو بالطبع تقدير يرتبط بالقدرة الإنتاجية بغض النظر عن اسلوب التخزين واحتياجاته.
بل إن الاتحاد الأوروبى نفسه قد طالب بالحصول على 600 مليون جرعة من لقاح فايزر والذى يستخدم بالفعل فى دول الاتحاد لكن شركة فايزر قالت إنها ستؤخر الشحنات بسبب العمل على زيادة الطاقة الإنتاجية فى مصنعها البلجيكى ليعلن الاتحاد الأوروبى أنه قد يقيد صادرات اللقاحات المصنوعة فى دول الاتحاد لحين سد الاحتياجات الداخلية أولًا، فلن يفضلك غيرك على نفسه وعليك أن تنتظر فى طابور طويل.
إذن عندما تحصل مصر على جرعات من اللقاح أيًا كانت كميتها فى هذا التوقيت هو مؤشر على أننا فى المقدمة ولنا حساب.