الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نبوءة حسن فؤاد والصحافة المرئية!

نبوءة حسن فؤاد والصحافة المرئية!

تحققت نبوءة الأستاذ «حسن فؤاد» بالكامل بعد حوالى 46 عامًا من كتابتها ضمن مقاله «بعد 46 سنة قادمة» بمناسبة احتفال روزاليوسف بعيد ميلادها السادس والأربعين فى أكتوبر سنة 1971. 



كان مقال «حسن فؤاد» الذى تشرفت بالعمل تحت قيادته وهو يرأس تحرير صباح الخير «قراءة فى مستقبل الصحف وكيف سيكون شكلها، بل تمنى أن يعيش حتى سن التسعين ليرى هذا الحلم!

كتب يقول فى مقاله: ربما تحولت الصحافة بعد خمس وأربعين سنة أخرى إلى شكل آخر غير ما نعرفه فى الصحافة الآن!

ستطفأ وسائل الإعلام الأخرى كالتليفزيون والإذاعة والسينما لتصبح الكلمة المكتوبة والمطبوعة وسيلة من وسائل الاعلام البطيئة التى تكلف المواطن عناء القراءة والتفكير واطلاق الخيال، ما الداعى لأن تكون القصة مكتوبة على الورق بينما الكلمات فى التليفزيون تتحول إلى أشخاص والأوصاف تتحول إلى مشاهد سينمائية، وما يكتبه الروائى يتطور بالتدريج ليصبح مرحلة أولية فى العمل الفنى لا تستكمل إلا بأن تتجسد فى صور متحركة ناطقة يتابعها الانسان دون أن يكلف نفسه عناء التفكير أو التحليل!! حتى المقال السياسى سيتحول إلى تعليق مصور، والنقد والقصيدة والكاريكاتير كلها ستترجم إلى أشخاص وحوارات وأصوات وتحركات إذاعية وتليفزيونية، يكفى أن تضغط على زر صغير لتشاهد آخر قصة لنجيب محفوظ، وترى آخر رسوم كاريكاتير لحجازى، ويظهر صلاح حافظ فى صورة عجوز فى التسعين ليلقى تعليقًا سياسيًا على الأحداث المصورة التى أرسلت خصيصًا بالتلستار إلى التليفزيون!

من يدرى؟! إن ست وأربعين سنة أخرى من التطور الهائل فى وسائل الاتصال الفضائية والتغير السريع فى وسائل الارسال والاستقبال للراديو والتليفزيون سيجعلها أيسر فى التناول من علبة السجائر وكوب الماء!!

ويمضى حسن فؤاد بخياله الجميل قائلا: ربما أصبحت «روزاليوسف» محطة إرسال تليفزيونية شأنها بقية المجلات والصحف اليومية، ويومها لن يعرف أحد أسرار التوزيع وقوة الانتشار، ولن يتكبد القارئ مشقة البحث عن المجلة سواء كان يعيش فى أسوان أو صنعاء أو جنيف!

إنها أحلام ربما تحولت إلى حقيقة فى يوم من الأيام، وعلى الذين سيحتفلون بالذكرى التسعين لمولد روزاليوسف أن يقرأوا هذا الكلام عبر الأرشيف الالكترونى ليحكموا لنا أو يحكموا علينا!!

واذا كان فى عصرهم عواطف يطلق عليها «الوفاء» أن يراجعوا أعداد روزاليوسف ليذكروا لقرائهم ومشاهديهم أغرب وأعظم رحلة فى تاريخ الصحافة العربية، سيكتشف مشاهدو العالم التسعين صورة لأنبغ وأذكى المواهب فى سنواتنا البعيدة ويروا كيف استطاعت روزاليوسف منذ أن صدرت أن تترك بصماتها على الحياة المصرية والعربية بشكل عام، وكانت روزاليوسف وعلى رأسها السيدة فاطمة اليوسف فرقة صدام اقتحمت كل معاقل الظلم والعبودية والتخلف لتفتح الطريق للثورة السياسية والاجتماعية والثقافية. انتهى مقال عمو حسن وقد تحقق أغلب ما جاء فيه!