
محمد عبد النور
عودة أمريكا للعالم
عنوان أعلنه الرئيس الأمريكى الجديد جو بايدن فى كلمته أمام موظفى وزارة الخارجية الأمريكية شارحا بأنها عودة للدبلوماسية الأمريكية الجديدة للعالم لاسيما إزاء قضايا الشرق الأوسط وروسيا بعد أن اختفت خلال حكم الرئيس ترامب والتى اعتمدت على القرارات الشخصية وجنبت بشكل كبير أدوار المؤسسات إن لم تكن استخفت بها، وقال تحديدا: «أمريكا عادت.. الدبلوماسية عادت».
وجاء هذا الإعلان قبل يوم واحد من انعقاد اجتماع للجنة قادة مجلس الأمن القومى الأمريكى الذى سيركز على الشرق الأوسط فى غير حضور الرئيس بايدن وتصريحات تخص إيران والخليج وسجلات حقوق الإنسان، وهو الأمر الذى سيتم تداوله بلا شك خلال الأسابيع القادمة عندما يبدأ وزير الخارجية الأمريكى الجديد «أنتونى بلينكن» جولاته أو حتى اتصالاته بدول المنطقة.
وهو اجتماع يعيد العمل بين وكالات الإدارة الأمريكية الجديدة المعنية بملفات الشرق الأوسط بعد أربع سنوات من عملية اتخاذ قرارات بدوافع شخصية من ترامب على حد تعبير «باسكى» المتحدثة باسم البيت الأبيض، صحيح أن اجتماع هذا المجلس لن يتخذ قرارات تخص السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط ولكنه إعلان واضح عن عودة أنشطة الوكالات الأمريكية المختلفة ولنا معها تاريخ ، مع أخذ آرائها وأنشطتها بكل أعين الاعتبار من إدارة الرئيس بايدن.
بالطبع ستعود الدبلوماسية الأمريكية وسياستها تحت إدارة الحزب الديمقراطى إلى الشرق الأوسط بما هو متوقع منها ولن تختلف فى تقديرى عن إدارة الرئيس أوباما التى عرضت الشرق الأوسط لأكبر اختبار تاريخى هدد وجوده بشكله المعروف فكل العناوين العريضة لهذه السياسات واحدة وإن كان الرئيس ترامب قد أعفى إدارة بايدن من حرج حل الدولتين فى القضية الفلسطينية ونقل السفارة الأمريكية للقدس وأيد الكونجرس الأمريكى قبل يومين بالإجماع قرار نقل السفارة.
وقبل ساعات اعترضت الولايات المتحدة على قرار المحكمة الجنائية الدولية بأن تشمل ولايتها الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 67 بما فيها القدس الشرقية بما يعنى اختصاصها بقضايا جرائم الحرب المحتملة على الأراضى الفلسطينية المحتلة بعد أن اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية قرار المحكمة الجنائية الدولية استهدافا غير عادل لإسرائيل. أهلا وسهلا بالعودة الأمريكية.