الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مذكرات نهال والخال!

مذكرات نهال والخال!

استمتعت بقراءة مذكرات المذيعة اللامعة السيدة «نهال كمال» التى صدرت مؤخرا بعنوان «ساكن فى سواد الننى» والمقصود بالطبع هو زوجها الشاعر الكبير الخال «عبدالرحمن الأبنودى».. المذكرات فى حوالى 274 صفحة دار ريشة للنشر وألبوم صور نادرة لنهال والخال مع نجوم الصحافة والأدب.



حكاية نهال والخال مليئة بالتفاصيل الإنسانية الرائعة وذلك الحب والعشق ولحظات السعادة والمرض والخوف أو كما تقول نهال «سأكتب مشاهد ومحطات مهمة ونقاط التحول فى حياتنا وأحداثا ونجاحات وانكسارات تركت بصمات إيجابية وسلبية أتذكرها الآن بوضوح لأرويها لكم ولكنى اكتبها من وجهة نظر الزوجة التى عرفت الأبنودى كما لم يعرفه أحد»!

وتضيف قائلة: تذكرت مقولة «عبدالرحمن» لى أنا لست ملكية خاصة إذن فحياتى معه ليست من حقى وحدى ولكنها من حق الملايين الذين أحبوه وارتبطوا بكلماته وأشعاره وابداعه فكم من المرات التى عاتبت فيها عبدالرحمن حين كان يتكلم عنا كأسرة، أنا وآية ونور وعن علاقتى به وقصتنا العجيبة التى كان دائما يحكيها ولا يمل الكلام عنها فى أحاديثه التليفزيونية والإذاعية والصحفية وكان يقول دائما: أنت يا نهال شخصية متحفظة لا تحبين أن تعلنى عن نفسك وأنا أحب أن يكون كل ما يخصنى ملكًا للناس وأنت تخصيننى وأنت جزء من أملاكى»!

وكم كنت أغضب كثيرا من إنه يعدنى من أملاكه، ولكن مع الوقت تبينت أن هذه هى طريقة تعبيره عن الحب وليست بمعنى التملك والتحكم، وإننا كأسرة أصبحنا جزءًا منه ومن حقه أن يتكلم عنها كيفما شاء ومتى شاء!! ثم وجدتنى أنا نفسى استمتع بقصتنا وهو يحكيها كأننى أسمعها كل مرة لأول مرة، وكأننى أحد جماهيره الذين يتابعونه بشغف وحب وأنتظره دائما حين يقصها مرارًا وتكرارًا.

وتعترف نهال فى بساطة قائلة: «ما زلت أذكر اللقاء الأول والنظرة الأولى والكلمة الأولى، والابتسامة الأولى، والنكتة الأولى، والخلاف الأول والضجة التى أحدثها زواج رجل يقترب من الخمسين بفتاة فى العشرين».

كان لقاء نهال الأول مع الأبنودى عندما حضرت له أمسية شعرية فى المركز الثقافى بالإسكندرية، أما اللقاء الثانى فجاء بعد أن أصبحت مذيعة فى برامج الشباب بالقناة الأولى فى التليفزيون وتقدمت بفكرة برنامج عن الشعر وخصصت حلقة عن شعر العامية الذى يلقى صدى كبيرا عند الشباب!

وتروى «نهال» قائلة: حين طرحت الأسماء على رئيسى فى تلك الفترة وذكرت اسم الابنودى استغرب قائلا: واشمعنى الأبنودي؟! فقلت له إنه شاعر كبير وله جمهور والناس بتحبه، فقال: عموما هو مستحب قوى ظهوره لكن إذا كان الكلام فى إطار الشعر فقط فلا مانع!

كانت هذه هى الصدمة الأولى فى بداية عملى بالتليفزيون والتى عرفت من خلالها أن هناك ضيوفا مرغوبا فيهم وآخرين غير مرغوب بظهورهم، وطبعا يفهم ذلك بشكل ضمنى ولا توجد قائمة مكتوبة بأسماء هؤلاء الشخصيات الذين لهم اتجاهات معارضة لسياسة الدولة!

سعدت جدا بحصولى على موافقة للتسجيل مع الأبنودى فسارعت إلى الاتصال به - قبل أن يغير رئيسى رأيه - ولما عرضت عليه فكرة البرنامج رحب جدا خصوصا إنه كان متحمسا للشباب وقال لى ضاحكا: يعنى خلاص هطلع فى التليفزيون بتاعكم؟!

فأجبته: وليه لا.. وبعدين إحنا هنتكلم فى الشعر!

فقال متنهدًا: ماشى»

ولم يزد فكأنه فهم ضمنا أن الظهور سيكون بعيدا عن الكلام فى السياسة وحمدت الله إنه فهم الأمر سريعا وتفهم الموقف بشكل أثار دهشتى!!

ولاقت هذه الحلقة صدى طيبا وعدت على خير ولم تسبب لى أى مشكلات فى جهة العمل. ولحكاية «نهال والخال» بقية!