الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
غضب نهال.. واعتذار الخال!

غضب نهال.. واعتذار الخال!

كان آخر ما يخطر على بال المذيعة اللامعة «نهال كمال» أن تشارك زوجها الشاعر الكبير «الخال» عبدالرحمن الأبنودى فى تلك الأيام كان الأبنودى يكتب كل يوم جمعة فى ملحق الأهرام سلسلة «أيامنا الحلوة» التى يروى فيها جانبًا مهمًا من سيرته الذاتية، وحققت السلسلة نجاحًا كبيرًا بين القراء لصدقها وعذوبتها، والتى طبعها بعد ذلك الأبنودى فى كتاب من ثلاثة أجزاء!



وذات يوم فوجئت «نهال» بالخال يقول لها: أنا جالى عرض أعمل برنامج عن أيامى الحلوة فى قناة فضائية وعايزك تقدميه معايا؟! فقالت من دون تردد موافقة!

وباقى التفاصيل ترويها فى كتابها الممتع «ساكن فى سواد الننى» «دارريشة للنشر» وتكتب قائله:

اندهش عبدالرحمن لموافقتى السريعة على طلبه رغم تحفظاتى السابقة على مدى سنوات طويلة على الظهور معه فى برنامج واحد، فقلت له: وافقت لأنه بعيد عن التليفزيون المصرى - مكان عملى - وثانيًا لأنى سأكون فى البرنامج زوجة ومذيعة ولست مذيعة فقط، وثالثًا لأن أيامك الحلوة التى ستحكى عنها لا بد أن تعرفها «آية ونور» وجيلها بشكل محبب عن عادات وتقاليد أهل الصعيد فتصبح وثيقة مصورة للأجيال القادمة!

بعد أن وافقت مبدئيًا على مشاركتى فى تقديم «أيامى الحلوة» تنازعتنى بعض الأفكار السلبية مثل: ماذا لو لم ينجح البرنامج؟ وهل كان قرارًا سليمًا أن أشارك عبدالرحمن فى تقديم البرنامج بعد كل هذه السنوات؟!

صارحته بهواجسى ووساوسى فطمأننى قائلًا: أنا متفائل لأنك حابة الموضوع ومقتنعة به، كمان لازم نخوض التجربة دى لأن ناس كتير عايزة تشوفنا مع بعض فى برنامج، وأنا عايز الناس تعرف الوجه الحقيقى لنهال كمال زى ما أنا أعرفه مش زى ما بيشوفوكى فى التليفزيون المصرى، أما النجاح فدا بتاع ربنا.. إحنا نعمل شغلنا بإخلاص وحب ومالناش دعوة بالباقى.

وبدأ الاستعداد لتنفيذ البرنامج على أن يذاع فى ثلاثين حلقة فى شهر رمضان، وعن تفاصيل أول يوم تصوير تحكى نهال متذكرة ما قاله الأبنودى لها: أنا عايزك تنسى إنك مذيعة تنسى إنك قدام كاميرا، إحنا حنقعد مع بعض ندردش، نحكى، أنت عايزة تعلقى على حاجة علقى عايزة تعترضى اعترضى، عايزة تضحكى اضحكى، كلمينى زى ما بتكلمينى فى البيت كونى على طبيعتك، وخليكى نهال اللى أعرفها وما تنسيش إنك فى البرنامج ده أنت طالعة كزوجة ثم مذيعة، يعنى ده برنامج له طبيعة خاصة، وبالنسبة للأسئلة مش حنحط أسئلة إنما رأس الموضوع وأنت طبعًا قرأتى «أيامى الحلوة» واستوعبتها كويس فخلى الكلام والأسئلة تيجى لوحدها وأنا عارف إنك هتعملى ده كويس وخليها على الله.

وأثناء تصوير الحلقة الثانية غضبت نهال بشدة وكادت أن تعتذر عن تقديم البرنامج فتقول: حين كنت أتكلم قاطعنى عبدالرحمن أكثر من مرة فقررت أن أصمت تمامًا، وكانت الحلقة عن الزواج الأول للحاجة فاطمة - كان عبدالرحمن يحكى التفاصيل الرهيبة وتركته يسترسل دون أن أعلق أو أسأل.

مما جعل المخرج «إبراهيم حمودة» يسأل إذا كنت أشعر بإرهاق، وطلب عبدالرحمن أخذ استراحة قصيرة وبادرنى قائلًا: أنت فيه حاجة مضايقاكي؟! ففاجأته أنا شايفه إنك تعمل البرنامج لوحدك، أنت عمومًا مش محتاج مذيع أو مذيعة أنت أى كلمة بتقولها بتعجب الناس وأنا شايفه إنى ماليش دور، وحتى لما بأحب أسأل أو أعلق أنت مش بتدينى فرصة وأنا عارفة إنك بتعمل كده من غير قصد لكن لما بتندمج بتنسى إن فيه حد قاعد قدامك!

انزعج عبدالرحمن انزعاجًا شديدًا من كلامى واعتذر وقال لى: معلهش أنا آسف مش واخد بالى، لكن أوعدك إنى حاديكى فرصتك زى ما أنت عايزة، وفكيها بقى!!

أراحتنى هذه الكلمات واستأنفنا التصوير.

وما أجمل وأكثر الحكايات فى مذكرات نهال كمال، لها كل التحية والتقدير على كتابها  البديع.