الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
التابعى يكتشف على أمين فى «روزاليوسف»!

التابعى يكتشف على أمين فى «روزاليوسف»!

لا يمكن الكتابة عن الأستاذ الكبير «مصطفى أمين» بغير الكتابة عن شقيقه وتوأمه الأستاذ الكبير «على أمين» فقد تشاركا الانتصارات والهزائم، والنجاح والانفرادات وصناعة الصحف وفى مقدمتها أخبار اليوم سنة 1944 والأخبار سنة 1952 وغيرهما.. 



رحل على أمين سنة 1976 ورحل مصطفى بعده سنة 1997.

فى كتاب مهم وممتع اسمه «على أمين شخصية ومدرسة» بقلم الأستاذ «على زلطة» صدر 1986 اكتشفت فيه أسراراً جديدة عنه لم يسبق أن عرفها القراء، ولعل أخطر هذه الأسرار أوراق ومذكرات على أمين نفسه.

فى سنة 1931 حصل على أمين على شهادة البكالوريا وقرر والده إيفاده لدراسة الهندسة فى إحدى الجامعات الإنجليزية.

ويقول على أمين فى مقال له: لما زرت التابعى فى مكتبه مودعًا سألنى عن سر اختيارى للهندسة ولماذا لم أدرس الصحافة ما دمت أعشقها إلى هذا الحد؟!

وأذكر أننى قلت للتابعى يومها أننى قرأت باللغة الإنجليزية عددًا من الكتب عن الصحافة الحديثة، واكتشفت أنها ستعتمد على الهندسة وعلى الماكينات الدقيقة، ولذلك قررت أن أدرس الهندسة لأساير تطور الصحافة فى المستقبل.

ولا أذكر إذا كان هذا حقًا هو سر دراستى للهدنسة أو أننى أردت أن «أهوس» التابعى وأوهمه أن تحت القبة صحفيًا لامعًا يقرأ كتب الصحافة الحديثة ويستعد لتطورها.. ولكن الذى أذكره أننى اخترت دراسة الهندسة لأرضى أسرتى، لقد رفضت أسرتى أن أدرس الصحافة، فقررت أن احصل على بكالوريوس الهندسة وأسلمه لأسرتى ثم اشتغل بالصحافة، وكنت أشعر أننى أستطيع أن أدرس الصحافة سرًا بجانب الهندسة!».

ويمضى المؤلف الأستاذ «على زلطة» فيقول فى كتابه:

وكان على أمين ينوى الابتعاد عن الصحافة مؤقتًا حتى يحصل على بكالوريوس الهندسة ولكن شقيقه مصطفى أمين وأستاذهما «محمد التابعى» شداه إلى بلاط صحابة الجلالة وهو فى وسط البحر بين بورسعيد ولندن» فقد فوجئ على أمين بعد وصوله إلى العاصمة البريطانية بمجلة «روزاليوسف» الصادرة فى 5 أكتوبر سنة 1931 تنشر مقالا بإمضاء السندباد البحرى، ويقول على أمين فى مذكراته التى نشر جانبًا منها فى مجلة الجيل سنة 1962: «وقرأت المقال فإذا به هو الخطاب الشخصى الذى أرسلته إلى مصطفى من فوق ظهر الباخرة وكان من الممكن أن ينتهى اشتغالى بالصحافة عند هذا المقال: ولكننى فوجئت فى نهايته بسطرين هما: «وسأوافيكم فى الأسبوع التالى بمقالي الثانى» واضطررت أن احبس نفسى فى حجرتى بفندق هايد بارك بلندن وأكتب مقالى الثانى بإمضاء السندباد البحرى!

وقد عرفت بعد ذلك من خطاب تلقيته من مصطفى أن التابعى قرأ خطابى فأعجبه وأمره بنشره واختار اسمى المستعار».

والطريف أن على أمين عمل أثناء دراسته بائعًا للصحف وكانت الجريدة التى يقوم ببيعها هى «ديلى وركر» لسان الحزب الشيوعى البريطانى.. ويضيف: «وكنت أربح من كل مائة جريدة ابيعها شلنًا واحدًا ولم أشعر يومها بوضاعة، بل كنت أشعر بالفخر والدفء».

والطريف أن على أمين ـ كما يقول أ. عبدالله زلطة المؤلف ـ كان وهو طالب فى جامعة شيفلد يمسك قلمه مع بداية كل عام ليسيجل على ورقة صغيرة أمنياته للعام الجديد والأهداف التى يصمم على تحقيقها..»

ومن هذه الكتابات مثلاً: سأتابع دراسة فنون الصحافة إن دراستى ستؤهلنى لتولى رئاسة التحرير عند عودتى لمصر، ويكتب أيضًا: سأنتهز فرصة فراغى وألتحق بإحدى الصحف لأتمرن فيها». وللحكاية بقية!