الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أيامى مع راديو ترانزستور!

أيامى مع راديو ترانزستور!

أبناء هذه الأيام لم يعرفوا عصر الراديو الترانزستور كان راديو صغيرا بحجم الكف - تقريبًا فى حجم الموبايل - تحمله معك أينما ذهبت، وعندما تأوى إلى فراشك ليلًا فهو بين يديك ومن خلاله يطوف بك إلى كل أنحاء الدنيا بأخبارها وقصصها ومسلسلات رائعة وبرامج متنوعة ونجوم لامعة تحكى ذكرياتها سواء كانت سياسية أو أدبية أو صحفية!



كان ذلك منذ نصف قرن تقريبًا ولم يكن التليفزيون وقتها يستطيع منافسة الراديو على الإطلاق، فلم يكن هناك سوى القناة الأولى والقناة الثانية، وعند منتصف الليل ينتهى الإرسال، ولا تجد أمامك سوى الراديو تقلب عشرات المحطات لتسمع ما يعجبك ويسليك أو يفيدك بمعلومة ما.

كان الراديو وسيلة تثقيف وتسلية لا حدود لها، ولقد عرفت أسماء أدباء وصحفيين من خلال البرامج التى كانوا يتحدثون فيها أو يقدمونها بأنفسهم!

لقد وقعت فى غرام الكاتب الكبير الأستاذ «أنيس منصور» من خلال برنامجه الإذاعى «شىء من الفكر» من خلال إذاعة صوت العرب، كان أنيس يقدم ويستعرض فى برنامجه كل أخبار الأدب والثقافة خلال أسبوع ويلقى الضوء على أحدث الكتب الصادرة سواء فى مصر أو العالم العربى، ولقاءات مع بعض هؤلاء.

وكان هناك برنامج الناقد والكاتب الكبير الأستاذ «كمال الملاح» وهو من السينمائيات الذى تعرف من خلاله كل أخبار السينما المصرية والعالمية وحكايات عن نجوم السينما ببساطة وسهولة.

ولا أنسى أبدًا برنامج الشاعر القدير الأستاذ «فاروق شوشة» لغتنا الجميلة، الذى يبدأ بكلمات عميد الأدب العربى د.طه حسين التى يقوم فيها: لغتنا العربية يسر لا عسر، ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها.. كان فاروق شوشة يقدم بصوته المميز عشرات القصائد من عيون الشعر العربى ويشرحها ويبسطها فى سلاسة تحببك فى اللغة والشعر أيضًا.

الكاتب الساخر أيضًا أحمد رجب «كان يقدم برنامج» الأغانى للأرجبانى» بأسلوب كوميدى لا يعرف الابتذال ملاحظاته وانطباعاته حول أغانى تلك الأيام ونجومها من أم كلثوم وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ إلى نجاة ووردة ومحرم فؤاد وغيرهم، وكنت أنتظر بشغف كل أسبوع برنامج الإذاعية القديرة نادية صالح زيارة لمكتبة فلان الذى يستضيف أديبًا لامعًا أو صحفيًا كبيرًا ليتحدث عن مشواره وتجربته وأنواع الكتب التى تضيفها مكتبه وما هى نصائح لمن يريد القراءة وبأى أنواع الكتب يبدأ.

أما لعشاق كرة القدم فقد كان هناك برنامج الإذاعى القدير والكبير فهمى عمر ومدته خمس دقائق كل يوم جمعة ويستعرض فيه نتائج كل مباريات الدورى وما جرى فيها خلال خمس دقائق فقط لكنها كافية ومفيدة بدلًا من «لت وعجن» استديوهات تحليل هذه الأيام.

وتبقى فى ذاكرتى حتى الآن برنامج «على الناصية» للإذاعية الكبيرة «آمال فهمى» نجمة وسيدة الإذاعة وقتها وسؤالها الشهير فى نهاية البرنامج «تحب تسمع إيه».

كل هذه الأسماء اللامعة أدين لها بالتقدير والاحترام فقد لعبوا دورًا كبيرًا فى اهتماماتى الثقافية والصحفية ومهما مرت الأيام والسنوات - أكثر من نصف قرن - فلا تزال الذاكرة تحفظ وتحتفظ لهم بأجمل ذكريات.. لهم منى كل الشكر والاحترام.