الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يسارى فى روزاليوسف!

يسارى فى روزاليوسف!

فى بلاط روزاليوسف «عنوان أحد الفصول المهمة والممتعة فى مذكرات الكاتب الصحفى الكبير «أحمد عباس صالح» وهو كتابه «عمر فى العاصفة».



تحدث الكاتب اليسارى المعروف عن سعادته بالعمل فى روزاليوسف ونجومها وعلى رأسهم السيدة «فاطمة اليوسف».

كان أحمد عباس صالح قد تم فصله من العمل فى الإذاعة، وكذلك جريدة الجمهورية بعد اتهامه بتدبير مؤامرة، وفوجئ باتصال من الأستاذ «أحمد بهاء الدين» يدعوه للاستعانة به فى مجلة «روزاليوسف»، حيث أصبح «بهاء» بعد اعتقال إحسان عبدالقدوس يقوم بمهامه بناء على طلب السيدة روزاليوسف نفسها!

يقول أحمد عباس صالح: كان بهاء صديقًا لى وكنت أنشر قصصى القصيرة فى مجلة الفصول التى كان يملكها ويرأس تحريرها «محمد زكى عبدالقادر»، وكان بهاء يقوم عمليا برئاسة تحرير الفصول نيابة عن زكى عبدالقادر الذى كان مشغولا برئاسة تحرير «الأهرام» واستطاع بهاء أن يضم إلى هذه المجلة عددًا كبيرًا من الكتاب الجدد منهم «عبدالرحمن الشرقاوى» و«فتحى غانم» و«مصطفى سويف» و«نعمان عاشور» و«يوسف الشارونى» وغيرهم، وكنت أنا الأكثر ارتباطًا بالصحافة منهم بسبب اشتغالى المبكر فى مجلة التحرير ثم فى جريدة الجمهورية، ولعله لهذا السبب فكر بهاء فى الاستعانة بى فى روزاليوسف فاتصل بى للعمل معه، وعندما قلت له إننى ممنوع من العمل قال لى: ألست تعرف أنور السادات؟! اذهب إليه وقل له إننا سنعمل معًا فى روزاليوسف!!

وبالفعل ذهبت إلى السادات فى مكتبه بجريدة الجمهورية فاستقبلنى استقبالا جيدا كعادته، وطلب منى الانتظار خارجا حتى يتصل بالتليفون، علمت بعد ذلك أنه اتصل بعبدالناصر وبعد قليل استدعانى وقال لى إننى استطيع أن أذهب للعمل مع «بهاء»، وأضاف وكأنما يريد أن يعتذر عما حدث لى من فصل وإبعاد عن الإذاعة إنهم كانوا يريدون فصلى من الأزهر أيضا لولا تدخله هو وإلحاحه فى إبقائى فى هذه الوظيفة، «سكرتيرا للشيخ محمود أبوالعيون سكرتير عام الأزهر».

ويكمل أحمد عباس صالح: «كان السماح لى بالعمل فى روزاليوسف يعنى إبطال القرار السابق بمنعى من العمل فى الإذاعة، وبالفعل أصبحت أستطيع العودة للكتابة فى الإذاعة، وانضممت إلى «بهاء» حيث أصبحت مسئولا عن إعداد الملزمة الحمراء، كما كانت تسمى حينذاك لأن اللون الأحمر يظهر فيها، وهى الملزمة المعنية بالثقافة والفنون بشكل عام، وكان بهاء مسئولا عن كل ما هو سياسى، وكان ربانا ماهرًا يخوض هذا البحر المتلاطم بحذر وذكاء، وكان أن أعضاء الثورة يهمهم أن تظهر أخبارهم فى المجلة التى كانت لها شهرة جيدة، فكان يعاقب من يريد معاقبته منهم بعدم ذكر اسمه على الإطلاق، وظللنا على هذه الحال إلى أن تقرر الإفراج عن إحسان عبدالقدوس بعد سنة كاملة من الحبس.

وتحتل السيدة روزاليوسف جزءًا مهمًا من الذكريات فيقول: «عشت فى روزاليوسف سعيدًا وقضيت وقتًا سعيدًا، كنت قد تعرفت على السيدة روزاليوسف عن قرب إذ كانت تداوم على الحضور يوميًا إلى المجلة، وكانت هى المديرة المالية للمجلة حتى فى حضور ابنها، كانت امرأة فى حوالى الخامسة والستين من عمرها أو أزيد قليلا، كانت ما زالت امرأة جميلة مع أنها كانت أميل إلى القصر، وعلى شىء من البدانة بالطبع بالنسبة لهذه السن، ولكنها كانت مليئة بالحيوية، وكانت متزوجة من ابن قاسم أمين الذى كان له عمل بالصحافة ولست أذكر ترتيبه بين الأزواج الذين عاشرتهم، وإن كان الأخير بالطبع.

كنت أتأمل هذه المرأة التى قيل إن مشاهدى المسرح كانوا يطلقون عليها سارة برناد الشرق، كانت محط أنظار رجال عصرها من النخب المثقفة فى مصر، وكان تأثيرها عليهم كبيرًا حتى إنها عندما فكرت فى إنشاء مجلة انضم إليها كبار الصحفيين والكتاب أمثال «محمد التابعى».. وللحكاية بقية!