الأربعاء 1 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يوم الشهيد

يوم الشهيد

الشهيد معنى قبل أن يكون جسدًا فارق الحياة، والشهادة قيمة قبل أن تصبح حدثًا نتعامل معه، وصحيح أن الأقدار مكتوبة، وأن الحياة والموت بيد الله سبحانه وتعالى، وأنه لا أحد يختار الزمن والمكان الذى سيلاقى ربه فيه.



إلا أن شهيد القوات المسلحة والشرطة نزل من بيته وهو فى كامل الإدراك أنه قد لا يعود مرة أخرى لأهله أو عائلته أو أولاده أو أصدقائه، فعليه واجب يجب أن يؤديه بكل الرضى النفسى وإن كان الثمن حياته وأنه فى لحظة قد يتحول إلى مجرد ذكرى.

والمعنى فى إيمانه المطلق بواجبه تجاه بلده وأهله وناسه، والقيمة فى استعداده بالتضحية بأغلى ما يملك بشر وهو الحياة نفسها دفاعًا عن أرواح أخرى وحماية وجود آخرين بشرًا وأرضًا وحدودًا، وفى هذا الشأن هو يملك قلبًا من حديد وإرادة من جرانيت.. ويبقى لنا الألم.

ألم مضاعف وحزن مركب ثقيل، لا لأن شهداءنا من شباب القوات المسلحة لاقوا الشهادة فى حرب تقليدية مع جيش عدو تحريرا لأرض أو دفاعًا عن حدود وهذا ألم.

لكن لأن شبابنا فى القوات المسلحة لاقوا الشهادة على يد مجرمين قتلة عاشوا بيننا وتنفسوا نفس الهواء وشربوا من نفس المياه وحملوا نفس الجنسية المصرية، وهذا هو الألم المضاعف والحزن المركب.

عصابة الشر وسدنة الإرهاب، جماعة الإخوان ومن ناصرها ودعمها ووفر لها الملاذات الآمنة لاستباحة دماء الشهداء بأعصاب جامدة ودم بارد فى أسود أيام مرت على المصريين وعلى مصر منذ كتب الله لها الوجود على الأرض.

استحلت جماعة الإخوان الإرهابية الدماء النقية لرجال القوات المسلحة واستهدفتها بغدر وخيانة وترصدت لها وهى فى حقيقة الأمر قد استحلت دماء كل المصريين واستهدفتهم بالغدر، ولكن الصدور التى صمدت وتلقت رصاص الخيانة ودفعت الثمن كانت الصلبة الصلدة لرجال القوات المسلحة عن طيب خاطر ونفوس مطمئنة.

لكم كل العرفان بالجميل يا شهداء مصر من رجال القوات المسلحة والشرطة على الأرض وفى السماء وستظل أسماؤكم محفورة على الجبين المصرى بكل معان النبل والكرامة وسنظل مدينين لكم بالحياة إلى أن تقوم الساعة.