
محمد عبد النور
المساعى التركية الأخيرة
لا شيء فى العلاقات بين الدول اسمه استئناف العلاقات الدبلوماسية كما ردد رسميون أتراك بمن فيهم رئيس الدولة نفسه خلال الأيام القليلة الماضية خاصة أن العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ومصر كانت مستمرة على مستوى القائم بالأعمال طبقا للأعراف الدبلوماسية كما أن العلاقات التجارية لم تنقطع، والارتقاء بالعلاقات تحدده تحركات على الأرض.
وقد أصدرت الخارجية المصرية بيانا بلغة دبلوماسية راقية تؤكد على هذا المعنى وأن الارتقاء بمستوى العلاقات يتطلب الالتزام بقواعد القانون الدولى ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل فى الشئون الداخلية كأساس لأى علاقة طبيعية بين الدول، ومن الاستحالة بمكان أن تظل العلاقات بين الدول عدائية طول الوقت أو طيبة طول الوقت والبوصلة هنا هى المصالح المشتركة.
وهو ما ظلت تلتزم به الدبلوماسية المصرية فى كل تحركاتها على جميع الاتجاهات والمحاور الدولية تستند إلى خطاب الرئيس السيسى كخطاب رئاسى سياسى مصرى شريف لا يفرط فى حق نفسه ولا يستهين بحق أحد وداعم لكل المبادرات التى تحقق الخير للجميع، لتصبح الكلمة المصرية مسموعة ومقدرة ومؤثرة فى كل الدوائر العالمية وعلى اختلاف اتجاهاتها.
وبما لا يدع مجالا للشك فى أن القدرة للمصرية تمتلك من عناصر القوة والحركة ما تحمى به مصالحها العليا فى المنطقة وتحقق به تأثيرها فى الإقليم كفاعل رئيسى ورقم له ألف حساب أيضا فى كل الاتجاهات وعلى كل المحاور، أمنا قوميا مصريا وأمنا قوميا عربيا.
ومن ثم تظل القاهرة أبوابها مفتوحة لكل المساعى ومنفتحة على كل المبادرات التى تضع العلاقات فى مساراتها الصحيحة فى إطار قواعد القانون الدولى ومقتضيات حسن الجوار بما فيها المساعى التركية وبالطبع ليس بالنوايا ولا بالتصريحات ولا إبداء حسن الكلام ولا المواقف الملتبسة ولكن بالتحركات على الأرض.