الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
درس د. بطرس بطرس غالى لمذيع الجزيرة!

درس د. بطرس بطرس غالى لمذيع الجزيرة!

ما أكثر المرات التى شاهدنا فيها ضيوف البرامج فى العديد من المحطات الفضائية العربية يتبادلون الشتائم ويضربون بعضهم، أو يقذف أحدهم الآخر بكوب الماء الذى أمامه!



ومن الأسلحة المعتادة لهؤلاء الضيوف استخدام كل ما فى القاموس السياسى النضالى من كلمات تذاع على الهواء مباشرة من عينة: انت عميل إمبريالى.. أو انت منبطح رجعى! وهكذا.

وتتفنن بعض المحطات الإخبارية فى إتقان هذا النوع من البرامج.. فهى تستضيف ضيفين على النقيض تمامًا من بعضهما، فإذا كان البرنامج عن الأزمة السورية استضافت ضيفًا مواليًا للنظام، وضيفًا من بتوع المعارضة والممانعة.. وهكذا.

ويتم استدراج ضيوف البرنامج لهذه الاشتباكات اللفظية أو الجسدية والبعيدة تمامًا عن موضوع المناقشة ويتكرر نفس الشىء مع ضيف البرنامج الوحيد!

كان «د. بطرس بطرس غالى» أحد هؤلاء الذين مروا بهذه التجربة عندما بدأت الصحف العالمية تنشر مقتطفات من فصول كتابه «خمس سنوات فى بيت من زجاج» عن فترة عمله كأمين عام للأمم المتحدة.

ويروى د. بطرس ما جرى قائلاً: لم تتأخر التليفزيونات العربية عن مواكبة الحدث، قبلت أن أشارك فى برنامج على قناة الجزيرة وأن أجيب على أسئلة مشاهديها مباشرة والجزيرة محطة تليفزيونية تمولها إمارة قطر.

يستقبلنى الصحافى سامى حداد فى ستوديو التسجيل الذى استأجره فى وسط باريس، إنه رجل فى سن النضوج يكلل الشيب رأسه ويوحى مظهره بالطيبة، يؤمن لك فورًا جوًا من الارتياح، يُطريك بذكاء، وما أن يبدأ البرنامج حتى يتحول هذا الشخص إلى محقق كبير ويُبدى عدائية قل نظيرها، إن فى ذلك ما يجعل زمام الأمور يفلت من يدك، بالطبع تلك هى اللحظة التى يختارها مصور البرنامج لكى يركز الصورة على وجهك المرتبك والمذهول، وهى لحظة مهمة جدًا بلاشك للمشاهدين الذين يرون ضيف الشرف يفقد مهابته!

لم أشذ عن القاعدة ووقعت أنا فى الشرك لكنى أعود لأتمالك نفسى بسرعة وأرد عليه بعدائية أكبر:

من الواضح أنك لم تقرأ كتابى وأنك اكتفيت بالمقتطفات التى نُشرت فى الصحف إن معلوماتك ناقصة وأسئلتك خارج الموضوع!

هذه العدائية سوف تزداد حين يطرح المشاهدون بدورهم أسئلة تحدٍ اختيرت وحضرت بعناية دون شك! 

فى أثناء الوقفة الإعلانية يلومنى «سامى حداد»، الذى استعاد هدوءه فجأة على لهجتى القاسية:على هذا النحو لن يتجرأ المشاهدون على طرح الأسئلة عليك!

اقترحت عليه أن يفكر فى أسئلة بناءة أكثر كإصلاح مجلس الأمن والقصف الإسرائيلى على قانا.

ويعلق د.بطرس بطرس غالى على الحكاية بقوله: أعلم لاحقا أن هذا البرنامج هو من الاستعراضات الرائجة جدًا، الهدف بسيط: دفع الضيف للخروج عن طوره وإحراجه وحمله إذا أمكن على الاستسلام، مما يمنح المشاهدين متعة مشاهدة الثور وهو يقع على ركبتيه قبل أن يعاجله مصارع الثيران بالضربة القاضية.

وما أكثر الحكايات والذكريات الممتعة للدكتور بطرس غالى مع المحطات التليفزيونية.