الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
خدمات الطرق

خدمات الطرق

فى تسعينيات القرن الماضى قامت الدولة بإنشاء طريق القاهرة- أسيوط الصحراوى الغربى بديلا عن طريق القاهرة - أسوان الزراعى المسمى بطريق الموت بعد أن تسبب فى قوع عشرات الحوادث اليومية والتى راح ضحيتها المئات من الأبرياء.



وكان من حسن حظى أن أكون من أوائل الذين استقلوا طريق أسيوط الغربى الذى كان فى هذا الوقت نقلة كبيرة فى الطريق إلى الصعيد خاصة أنه كان يعمل فى اتجاهين  لكل اتجاه حارتين قبل أن تتم توسعته فى الوقت الحالى إلى ست حارات لكل اتجاه مما ساعد فى القضاء على الكثير من الحوادث إلا أن الطريق فى بدايته كان يفتقد إلى الخدمات الحقيقية التى تجذب السفر عليه فلم يكن عليه إلا عدد قليل من محطات الوقود عند مدخل كل محافظة من محافظات الصعيد وبعض الكافيتريات الصغيرة غير الآدمية وبعد مرور عامين تقريبا قام أحد رجال الأعمال بإنشاء منتجع ضخم أطلق عليه منتجع الفيومى عبارة عن كافيتريات متعددة الأنواع والأشكال ملحق بها حديقة ضخمة بها ملهى صغير للأطفال وسلسلة من المطاعم الجيدة وقاعة مناسبات ومسجد صغير للصلاة وغيرها من وسائل الترفيه التى تجذب المسافرين لدرجة أن أغلب المسافرين على هذا  الطريق كان لابد أن يقضى وقتًا ولو قصيرًا فى هذا المكان.

هذه الفكرة تطورت أيضا بعد ذلك عندما قام رجل أعمال آخر بإنشاء منتجع ضخم على نفس الطريق سمى بمنتجع الأسيوطى أكثر تطورًا من الفيومى به ملاعب وتراك خيول ومطاعم وفنادق وحمامات سباحة وغيرها من عوامل جذب المسافرين، الأمر الذى جعل طريق أسيوط - القاهرة الصحراوى الغربى عامر بالمسافرين ولم يشعر أحدهم بما كان يشعر به فى الماضى من وعورة الطريق وقلة خدماته.

أقول هذا الكلام بعد الطفرة الكبرى التى تشهدها الدولة المصرية الآن فى شبكة الطرق بعد أن كانت مصر رقم 118 على مستوى العالم فى الطرق، أصبحت الآن رقم 28 وفى طريقها مع نهاية العام أن تدخل نادى العشرين الأوائل فى جودة الطرق وهو ما يعنى أن هذا التطور لابد أن يلزمه توفير محطات الوقود بكل أنواعها خاصة أن الدولة تتوسع فى استخدام الغاز الطبيعى والكهرباء لتمويل السيارات إلى جانب أنواع الوقود التقليدية فإنه يلزم الاهتمام بتوفير أعداد كبيرة من محطات الوقود على كل الطرق خصوصًا على الطرق الصحراوية الجديدة والتى تمتد إلى مسافات طويلة ولابد أن تكون هذه المحطات متواكبة مع هذا التطور الكبير فى الطرق.

فلابد أن تكون هذه المحطات شاملة للأنواع المختلفة من الوقود إلى جانب توفير استراحات داخلها يستطيع المسافر أن يقضى وقتًا ولو صغيرًا فيها، بحيث تتوفر كافيتريات تليق بالمسافر على الطريق توجد بها الأطعمة والمشروبات ودورات مياه عصرية وسوق صغيرة لبيع المستلزمات الخاصة بالسيارات مثل الإكسسوارات والإطارات وغيرها من احتياجات السيارات، وأن يتم تخصيص أماكن داخل هذه المحطات لسيارات الملاكى فى جانب وسيارات النقل فى جانب آخر، ومن الممكن أن يتم عمل ماركت ضخم فى هذا المكان يباع فيه منتجات المنطقة التى تقع فيها المحطة فمثلًا إن كانت هذه المحطة على طريق مطروح فمن الممكن أن تباع منتجات أبناء مطروح فيها، وكذلك الطرق المتجهة  إلى الغردقة أو محافظات الصعيد، وما أقصده أن تتوافر أماكن داخل هذا المكان لعدد من الشباب لعرض بضائعهم على المسافرين وهو ما يمكن فعله فى كل طريق أو فى كل محطة على الطرق المختلفة.

وهنا يجب أن يتم النظر عند تخصيص الأراضى لهذه الخدمات بأن تكون بمساحات كبيرة ويشترط  على من يحصل عليها أن يكون جادًا فى إنشاء منطقة خدمات حقيقية، وهنا سوف نحقق العديد من المكاسب، منها ما سوف تجنيه الدولة من أموال من بيع أو تأجير هذه الأراضى، والمكسب الثانى وهو الأهم إعمار الطريق مما يخلق عامل جذب للمسافرين ولا يشعرون بصعوبة السفر كما كان يحدث فى الماضى على الطرق الصحراوية.

والعامل الثالث هو تشغيل أكبر عدد من الشباب المتعطل عن العمل فالتطور الذى حدث فى الطرق فى مصر ليس له مثيل فى المنطقة لا من قبل ولا من بعد وعلينا أن نستغله جيدًا بعد أن حولت الصحراء الجرداء والجبال الشهاقة إلى طرق عالمية ذات جودة عالية وعلينا نحن أن نستغل ما فعلته الدولة لتحويله إلى طريق منتج يستفيد منه كل أبناء مصر.