الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
دراما العائلة

دراما العائلة

فى تسعينيات القرن الماضى كانت الدراما المصرية لها هدف واضح ومحدد لا تحيد عنه وهو رسالة للمجتمع المصرى والعربى تسمو فيها روح العائلة وتصحح فيها أخطاء المجتمع وهناك مسلسلات عندما كانت تعرض على شاشة التليفزيون المصرى كنا نشاهد الشوارع خالية من المارة تمامًا فالكل ملتف حول جهاز التليفزيون لمشاهدة المسلسل.



ظلت هذه الحالة من أواخر الثمنينيات وحتى أوائل الألفية الحالية.

ورسخت فى الذاكرة المصرية العديد من المسلسلات التى لا يمكن لأحد أن ينساها أبدًا مثل مسلسل «عائلة ونيس» للفنان القدير محمد صبحى بكل أجزائها ومسلسلات ليالى الحلمية والوتد ولن أعيش فى جلباب أبى وعائلة الحاج متولى وصاحب السعادة وأيضًا المسلسلات الدينية والتاريخية مثل مسلسل عمر بن عبدالعزيز والفرسان ومحمد رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، ومسلسل «لا إله إلا الله» وعمرو بن العاص، ثم مسلسلات الجاسوسية مثل رأفت الهجان بكل أجزائها والثعلب ودموع فى عيون وقحة وغيرها من المسلسلات التى أفادت المجتمع بشكل كبير.

إن الأمر لم يدم طويلًا حتى انتشرت فى العشر سنوات الأخيرة دراما تفكيك الأسرة، وقد تناول الكثيرون مسألة تدهور الأخلاقيات فى المجتمع وتبين أن هناك تأثيرًا كبيرًا على المجتمع من خلال الدراما التى لعبت دورًا سلبيًا حيث تم التركيز فيها على المخدرات والعلاقات غير السوية وإظهار الفاسدين فيها على أنهم هم نجوم المجتمع ووجهائه بينما تضاءلت جدًا الدراما ذات المغزى المفيد والتى تكون فى الوقت نفسه ممتعة ومسلية وهو ما يمكن تسميته دراما العائلة حيث يستمتع بها الصغار والكبار، والسبب فى ذلك يرجع إلى ترك الدولة فى هذا الوقت القطاع الخاص لإنتاج وإخراج الدراما وهو ما يعنى أن هناك تاجرًا بمعنى الكلمة يريد المكسب السريع وتحت أى بند، الأمر الذى أخرج الدراما المصرية عن نهجها طوال أكثر من عشر سنوات انتشرت فيها مسلسلات العنف والمخدرات والعلاقات الأسرية الفاسدة وأظهرت هذه المسلسلات البلطجية والفاسدين على أنهم هم الأبطال الحقيقيون فى المجتمع.

حتى نجحت الدولة فى الثلاث سنوات الأخيرة فى التدخل فى إنتاج المسلسلات حتى تعيد الوضع إلى طبيعته وحسنًا فعلت بتدخلها فى إنتاج المسلسلات التى تحكى بطولات رجال الجيش والشرطة، وكم كانت سعادة الشعب المصرى والعربى فى العام الماضى بمسلسل الاختيار الذى يحكى قصة الشهيد أحمد المنسى الذى سطر أروع البطولات على رمال سيناء، وهو الأمر الذى يؤكد احتياجنا إلى دراما من هذه النوعية التى تعيدنا مرة أخرى إلى الالتفاف حول  التليفزيون المصرى للاستمتاع بالدراما الحقيقة.

وحتى لا نترك الساحة للدراما التركية التى نجحت نجاحًا باهرًا فى السنوات الأخيرة من خلال مسلسلاتها التاريخية والعاطفية التى تذاع على الشاشات العربية ليل نهار.

ولكن تدخل الدولة لا يجب أن يقف عند إنتاج عدد معين من المسلسلات أو الأفلام التى تحكى بطولات المصريين فقط بل يجب عليها أن تدعم المنتج المصرى الذى يقوم بإنتاج دراما حقيقية تسمو بالمجتمع وتنشر الفضيلة والأخلاق الحسنة.