جهاز العروسة

ليست فقط مسألة طلبات مستفزة فى جهاز العروسة والشبكة والمهر بما يفوق قدرات الأهل وإنما هو سلوك اجتماعى فظ يحتاج إلى تغيير حاسم ربما بالحملات الإعلامية وربما فى مناهج المدارس ولكن أكيد من على منابر الجوامع وعظات الكنائس وبالزيارت الميدانية من الاخصائيين الاجتماعيين.. وهذا دور وواجب.

كما أنه على كل عروسة وعريس حتى يتم لهما ما يتمنياه ان يقنعا بما هو متاح وفى حدود القدرة، ويتدخلا فى إقناع الأم والأب أن الأهم هو إتمام الزواج بالأساسيات المطلوبة، وما هو متمنى سيأتى فى وقته عندما تسمح الظروف، والمثل المصرى الأصيل يقول «على قد لحافك..».. وهذا دور وواجب.

لقد تحدث فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى أدبا وتأدبا وهو يشير بلطف الى هذه المطالبات غير المنطقية فى التجهيز للزواج،وقبلها تولى بنفسه ملف الغارمات وقد عز عليه كإنسان ورب عائلة أن تسجن غارمة بسبب عدم قدرتها على دفع مستحقات كانت لتجهيز زواج ابنتها أو ابنها.

ووجه سيادته بفك كرب الغارمات من صندوق تحيا مصر أو ببرامج الحماية الاجتماعية أو بدعوة منظمات المجتمع المدنى للتدخل، وللحق وللتاريخ لم تحظ هذه القضية بأثارها الاجتماعية والنفسية باهتمام ورعاية وتدخل وعلى مدى سنوات طويلة مضت إلا مع الرئيس السيسى وبمبادرته، وله علينا حق الشكر والامتنان إلى أبعد حدود.

صحيح إن كل أم وكل أب يتمنيان للعروسة والعريس كل خير ويتطلعان لتجهيز حياتهما القادمة بكل ما يلزم وزيادة شويتين، ولكن تفاصيل الحياة وتكلفتها فى الضروريات وليس الكماليات أصبحت صعبة على الجميع، لا ينفع معها إجهاد طرف من طرفى الزواج بمطالبات غير منطقية تخرج به من أبواب الاستطاعة إلى غرف الاستدانة.

وصحيح أيضا أن كل عروسة وعريس ينتظران بفارغ الصبر اليوم الذى ستبدأ فيه حياتهما الزوجية بإتمام الزواج ومساوئ الضرر أن تتعطل الزيجة بسبب الغسالة بدون مجفف أو أن الجارة كان ضمن جهاز ابنتها غسالة أطباق أو تليفزيون لكل حجرة، أو يطول أمد الخطبة حتى تنتهى أقساط لتبدأ أخرى.

وفيما عهدناه، لم تبدأ حياة زوجية أبدا ولم يتم زواج فيه منزل الزوجية كان كاملا مكتملا من كل الاحتياجات، إن هناك أساسيات ثم كماليات، والأساسيات معروفة والكماليات محددة، بل حتى الأساسيات لا يعيبها أن تكتمل بعد الزواج، والمثل المصرى الأصيل أيضا يقول «اللى ميشوفش من الغربال ...».