الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يوميتهم ماشية

يوميتهم ماشية

مخطئ من يظن أن تنظيم جماعة الإخوان الإرهابى بشبكته المالية الرهيبة لن يعدم وسيلة من إعادة ممارسة حربه الإعلامية على الشعب المصرى من بلد آخر أو مكان آخر، فثأره مع المصريين طويل وممتد لمئات السنوات القادمة، لا يجب أن نتوقع فيها هدوءًا أو مهادنة.



ومخطئ أيضا من يظن أن حركة الإخوان القادمة هى هروب وأن الأرض قد ضاقت بهم، وإنما ستتم حركتهم كإعادة تمركز فى دولة أخرى تنطلق منها أدواتها الإعلامية، والدول المرشحة حتى الآن، هى انجلترا أو كندا أو الولايات المتحدة أو إحدى الدول الآسياوية الإسلامية، وقد بدأت بالفعل الإعلانات من تنظيم الجماعة عن هذه الخيارات.

ولكن مصر التى أصبحت قوة إقليمية عظمى تمتلك القدرة على التأثير المباشر فى قضايا المنطقة العربية والإقليم، بما تمتع به من مصداقية سياسية شريفة ومبادرات تراعى مصالح كل أطراف المعادلات المختلفة، فى ليبيا والعراق وسوريا وفلسطين والأمن القومى العربى فى الخليج. 

ومصر التى أصبحت تملك مفاتيح اقتصادية رئيسية قى شرق المتوسط كمركز إقليمى للغاز وكرقم مهم فى حركة التجارة العالمية ومشروعات عملاقة كبوابة للأسواق الإفريقية تجعل من العلاقات الطيبة معها على أسس القوانين الدولية مجالًا؛ لتحقق المصالح الاقتصادية مع أى طرف دولى يرجو التعاون ويبحث عن مصلحة.

لم تكن ورقة جماعة الإخوان ولن تكون أبدا مطلبا مصريا فهى آخر شواغل مصر إن كان هناك اهتمام من الأصل، وأى لجوء لجماعة الإخوان أو ملاذ فى أى دولة من دول العالم هو شأن داخلى بحت لهذه الدول أو هذه الدولة لا علاقة لمصر به ولا يشغلها، وإن كانت هناك اعتبارات يجب أن تراعى من باب حسن العلاقات وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، طبقا لقواعد القانون الدولى.

لم ينته شر جماعة الإخوان ولن تتوقف خططهم فى الحرب على المصريين ولن تنقصهم وسيلة فى الانتقام من الشعب المصرى وتهديده، حتى ولو خرجوا من بلد إلى بلد أو إلى بلاد أخرى، بغض النظر عن نحيب الولايا وعويل المكلومين المسموع الآن ممن باعوا الوطنية واشتروا الخيانة فى قنوات الشر.

لا يجب أن يخدعنا نحيبهم وعويلهم فوظيفتهم فى التدليس على الشعب المصرى لم تنته واستخدامهم فى الحرب على مصر لن يتوقف، فقط مكان بدل من مكان، وبلد بدل من بلد وسيظلون يقبضون بالدولار أو الاسترلينى أو بأى عملة.. يعنى «يوميتهم ماشية».