السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 محمد على باشا الكبير7 (حرب المورة)

محمد على باشا الكبير7 (حرب المورة)

يعتبر القرن التاسع عشر هو بداية فترة تفكك أوصال الدولة العثمانية، وذلك بقيام الثورات ضد الحكم العثمانى أولًا فى الجزيرة العربية ثم فى بلاد اليونان وباقى أجزاء الدولة فى بلاد شرق أوروبا.  وتعرف حرب المورة بحرب استقلال اليونان، حيث بدأ النزاع بداية إبريل من عام 1821، وذلك بعدما قامت الثورة فى بلاد اليونان ضد الحكم العثمانى، وقد ازدادت حدة الثورة بعدما حكم العثمانيون بشنق البطريريك اليونانى فى يوم عيد الفصح، وكان ذلك فى الأستانة، بعدها قامت المورة بإعلان استقلالها تمامًا عن الحكم التركى، فى عام 1824 قام السلطان محمود بإرسال جيش تركى كان يتكون من 100 ألف جندى بقيادة رشيد باشا وهنا دارت عدة معارك بين كل من اليونانيين والأتراك، وكانت هذه المعارك برًا وبحرًا، وتم فيها تدمير ثلث الجيوش والسفن التركية، مما أدى إلى قرار السلطان محمود الثانى بالتراجع، ثم أرسل السلطان العثمانى إلى محمد على باشا يطلب الاستعانة بإبراهيم باشا، الذى أثبت قدرته فى فنون القتال، وبالفعل فى العاشر من يوليو عام 1824، خرج إبراهيم باشا، بقوة عسكرية تكونت من 73 سفينة حربية و70 مركبًا شراعيًا نقلوا 18 ألف محارب، ونزلت قواته فى مورون فى 16 فبراير 1825، لتسقط كل مدن المورة فى يده باستثناء مدينة نوبليا، فى الوقت ذاته كانت قوات الجيش العثمانى، بقيادة رشيد باشا تحاصر مدينة ميسولنجى، وعندما فشل رشيد فى اقتحامها، طلب السلطان العثمانى من إبراهيم باشا، أن يتدخل بقواته، فذهب إلى ميسولنجى برفقة 10.000 عسكرى، من المشاة و500  فارس وحاصروا المدينة حصارًا كاملًا، حتى نجح فى دخولها، وعاد إبراهيم باشا إلى المورة مرة أخرى، وظل يحارب، وقام بأسر عدد كبير من اليونانيين وأرسلهم إلى مصر.



أسفرت حملة إبراهيم باشا، وخروج الجيش المصرى للمرة الثانية عبر حدوده عن إعادة شبه جزيرة بيلوبونيس، وميسولنجى، وأثينا وأكروبوليس، إلى الدولة العثمانية، وهكذا عادت معظم أجزاء اليونان لسلطة العثمانيين بفضل الجيش المصرى، وجاء ذلك فى الوثائق التى حصل عليها الملك فؤاد، وأرسلها إلى المستشار النمساوى ميترنيخ، لتخرج هذه الوثاق بعد ذلك فيما عرف باسم «حرب المورة فى الوثائق النمساوية»، وتمت ترجمتها بالعديد من اللغات ومنها العربية.

 أمام انتصارات إبراهيم باشا تدخلت كل من روسيا وبريطانيا وفرنسا، فى القتال وبدأت مرحلة أخرى من المعارك فى أكتوبر من عام 1827.

حيث قام الأسطول الإنجليزى والفرنسى والروسى بالتحرش بالأسطول المصرى والعثمانى الرابط فى ميناء نافارين وقيام معركة بحرية كان من نتائجها خسارة عدد كبير من السفن المصرية والعثمانية.

وبعد ذلك تم توقيع معاهدة بين الطرفين، وكان مفاد هذه المعاهدة خروج المصريين من اليونان، وإرجاع الأسرى الموجودين فى مصر، فضلًا عن إخلاء جميع القوات المصرية والتركية الموجودة فى اليونان.

ومن وجهة نظر محمد على باشا كان مسرح عمليات المورة فرصة جيدة لاختبار هذه القوات من حيث مدى ولائها وانضباطها وحسن تدريبها واطمأن أيضًا على قدرة الجيش المصرى على الفوز فى الحملات التى سيقوم بها مستقبلًا فى بلاد الشام ضد الدولة العثمانية.