الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فتحى غانم رفض عرض هيكل وقبل عرض إحسان!

فتحى غانم رفض عرض هيكل وقبل عرض إحسان!

عرفت الكاتب الكبير والروائى الفذ الأستاذ «فتحى غانم» عن قرب، وأجريت معه واحدًا من أجمل حواراتى، وعندما كان الأستاذ «لويس جريس» يسافر خارج مصر كان يسند رئاسة تحرير مجلة صباح الخير دائمًا إلى «الأستاذ» «فتحى غانم» أو الأستاذ «صلاح حافظ»، وكنت يومها أشغل منصب سكرتير التحرير.



وأظن أن الأستاذ «فتحى غانم» هو الأديب المصرى الوحيد الذى سجل تاريخ وكواليس الصحافة المصرية فى روايته المذهلة «زينب والعرش» التى كتب لها السيناريو والحوار «صلاح حافظ»، وقام ببطولتها العملاق «محمود مرسى» و«حسن يوسف» وسهير رمزى وعبدالمنعم إبراهيم وصلاح قابيل وحسن مصطفى وكمال الشناوى وإخراج العبقرى «يحيى العلمى»..

اعترف «فتحى غانم» أن الراوية ليست خيالا محضا أو واقعا محضا، بل هى مزيج من الاثنين، ورفض تمامًا أن يفصح عن الأسماء الحقيقية التى قصدها فى مسلسله.

كان الأستاذ «فتحى غانم» هو ثانى رئيس تحرير لمجلة «صباح الخير» بعد ذهاب الأستاذ «أحمد بهاء الدين» إلى جريدة الشعب التى أصدرتها الثورة.

عندما سألته: أنت كاتب صحفى ورئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة وروائى قدير ماذا يهمك من كل هذه الألقاب؟! وماذا يبقى لك منها؟!

ودون تردد وبحسم شديد فاجأتنى إجابته المذهلة:

«أنا لا يهمنى على الإطلاق لقب رئيس تحرير أو رئيس مجلس إدارة، ولكن ما يهمنى فى البداية والنهاية أن تتم محاسبتى وتقييمى على أساس ما كتبت من روايات وقصص، أنا أديب يحترم الأدب جدًا، وعملت بالصحافة لأنشر فيها ما أكتبه من أدب روائى!

وأنا أردد دائمًا أن التحدى الحقيقى بالنسبة لى هو الرواية، لأنى أؤدى عملى الصحفى فى سهولة بالغة، الصحافة أعطتنى مساحة لنشر رواياتى، وهذا شىء مهم جدًا، وكان فى حسابى دائمًا، وإن كان هناك عيب فى عملى الصحفى، فهو إننى لم أخلص أبدًا للصحافة كصحافة، ولكنى استفدت من وضعى الصحفى لأنشر الرواية، وحتى عندما كنت أصل لمركز صحفى كبير ـ رئيس تحرير أو رئيس مجلس إدارة ـ فقد كان ذلك يعنى وصولى إلى مركز استطيع من خلاله نشر رواياتى لأن فرصتى فى نشر رواياتى عن طريق الصحافة أكبر مما لو لم اشتغل بالصحافة!

ولعلك تندهش إذا قلت لك إننى منذ سن الثالثة عشرة وأنا أردد بينى وبين نفسى دائمًا، سأكتب الرواية وسأنشر ما أكتب من روايات!

واختيارى للعمل فى «روزاليوسف» رغم إننى كنت وقتها أكتب فى أخبار اليوم كان بهذا الهدف، وأذكر أن «محمد حسنين هيكل» قال لى: أنا سايب آخر ساعة وتتولى رئاسة تحريرها بدلاً منى! ولم أقبل عرض هيكل برئاسة تحرير آخر ساعة، وقبلت عرض الأستاذ «إحسان عبدالقدوس» للعمل فى «روزاليوسف»، وتركت أخبار اليوم وكان فى ذهنى أننى فى «روزاليوسف» سأتمكن من نشر رواياتى!!

ومن الأشياء التى أذكرها وأحيى بها إحسان عبدالقدوس أنه نشر لى أول رواية مسلسلة وهى «الجبل» فى «روزاليوسف» وكانت هذه أول مرة يقبل فيها إحسان عبدالقدوس أن ينشر رواية مسلسلة لأحد غيره فى «روزاليوسف»، وكان ذلك فى وقت مبكر وقبل صدور قانون تنظيم الصحافة، أى فى عز سلطة إحسان كصاحب للدار، ثم نشر لى أيضًا «الساخن والبارد» وقبلها «من أين؟»..

وللحكاية بقية.