الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تطوير الريف

تطوير الريف

مشروع تطوير الريف المصرى يعد من أهم المشروعات القومية العملاقة التى تنفذها الدولة فى الآونة الأخيرة، هذا المشروع تأخر أكثر من خمسين عامًا بعد أن ظل لعقود طويلة طى النسيان. بعد أن كانت هناك قرى فى السبعينيات والثمانينيات تمتلك كل الخدمات الحكومية البسيطة من مدارس ومستشفيات ووحدات بيطرية وجمعيات زراعية ووحدات محلية إلا أن يد الإهمال طوال السنوات الماضية مع زيادة أعداد سكان هذه القرى مع عدم تطوير الخدمات الموجودة جعل هذه القرى أقرب إلى قرى قرون الوسطى بل هناك خدمات فى بعض القرى أنشئت فى السبعينيات على طراز معمارى يستوعب الزيادات السكانية فى تلك القرى مثل المستشفيات الريفية التى بنيت على أكثر من ثلاثة أفدنة إلا أن العبث الحكومى منذ ما يقرب من 15 عاما قام بهدمها وتحويلها إلى وحدات ريفية صغيرة وتركت باقى مبانى المستشفى سكنًا أمنًا للخفافيش والبوم وحتى الوحدات البيطرية التى كانت تقدم خدمة جليلة لأهل القرية تحولت ومعها مراكز الشباب إلى مرعى للماعز والأغنام وحتى العاملين فى تلك المصالح الحكومية بعد أن خرجوا للمعاش، لم يتم تعيين اصطف جديد فنجد أن  الوحدة البيطرية التى كان بها ثلاثة أطباء بيطريين وأكثر من 8 عاملين لم يعد بها إلا طبيب واحد غير مقيم وتقلص عدد العاملين إلى اثنين.



بالإضافة إلى ما حدث للقرى من بناء جائر وعشوائى على الأراضى الزراعية وارتفاع المبانى ليصل إلى 8 أدوار بدون تصريح فى شوارع لا تتعدى 8 أمتار.

قرى مصر يزيد عددها على 4500 قرية كانت الحياة فيها قد تصل إلى الجحيم لولا تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة بتخصيص 600 مليار جنيه لتطوير القرى وإعادتها إلى مظهرها الحضارى والإنسانى كما كانت عليه فى الماضى وحتى تتحول إلى قرى آدمية وحتى لا يهجرها أهلها إلى الحضر كما يحدث الآن.

لكن هذا التطوير الضخم بهذه الأرقام المالية الكبيرة يحتاج إلى وضع أسس وأساليب حديثة وجادة بل وصارمة للصيانة المستدامة لهذه القرى التى يتم تطويرها من صيانة وقائية مثل صيانة الطرق والكبارى والمستشفيات والمدارس والترع ومحطات المياه والصرف الصحى والكهرباء والغاز مع تعظيم دور المجتمع المدنى بكل أشكاله لمؤازرة الدولة فيما تقوم به من مشروعات عملاقة لمصلحة أبناء تلك القرى.

مع وضع إجراءات سريعة للمخالفين أو المهملين حتى لا تشاهد ما رأيناه فى إحدى الترع بقرية البدرشين التى تم تبطينها وتنظيفها ولم يمر عليها أكثر من شهرين حتى تحولت إلى مقلب للقمامة، لذلك لابد أن يتم عمل ندوات ثقافية ودينية فى هذه القرى لزيادة الوعى بما تقوم به الدولة من أجلهم حتى تزيد من الإيجابيات لدى المواطنين وتحد من السلبيات حيث إن الريف المصرى طوال تاريخه مهد السلوكيات الحميدة مثل العمل بروح الفريق والتعاون والتراحم والتكافل.

مع تأكيد المؤسسات الدينية على ضرورة تذكير أهل هذه القرى على الثوابت الدينية التى تمنع العادات الضارة والسيئة مثل عادات رمى القمامة فى الطرقات أو فى الترع، وأيضا تذكيرهم بحرمة عادة الثأر خاصة فى الصعيد وعدم توريث الإناث وعدم الغش فى البيع والشراء والبعد عن الفساد بكل أنواعه فالتطوير الذى تقوم به الدولة الآن يجب أن يكون بجانبه تطوير فى سلوكيات أهل الريف، وهو دور يجب أن يلعبه الجميع داخل القرية من مؤسسات دينية وتعليمية وثقافية ومجتمع مدنى حتى نحافظ على ما تقوم به الدولة من  تطوير وتحديث لتلك القرى لم يسبق له مثيل.