الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فتحى غانم وباب  «أدب وقلة أدب»!

فتحى غانم وباب «أدب وقلة أدب»!

«أحببت مجلة روزاليوسف» منذ طفولتى!



هكذا يعترف الأديب الكبير الأستاذ فتحى غانم وأحد الذين تولوا رئاسة تحريرها ـ بمشاركة الأستاذ صلاح حافظ فى سبعينيات القرن الماضى.

ويكمل فتحى غانم ذكرياته قائلاً: كان أبى وفديًا وكانت له قصص اسمعها ولا أفهمها جيدًا لصدى لقاءاته بمصطفى النحاس ومكرم عبيد ـ من زعماء الوفد ـ وكنت ألتقى بأحمد ماهر والنقراشى والعقاد فى بيتنا أو فى زيارة لهم، فكان حديث الوفد وغضب «صدقى» ـ رئيس الوزراء ـ وما تكتبه «روزاليوسف» وضحكاتهم وتعليقاتهم تترسب فى أعماقى، وكنت أحاول أن أقلد أبى فأمسك بالمجلة، فلا أرى سوى رسوم الكاريكاتير لصاروخان ورمزى ورخا، حتى أصبحت «روزاليوسف» عندى هى رسوم الكاريكاتير، والسياسة وما تثيره من قضايا ومناقشات تتحول فى مخيلتى إلى كاريكاتير، ولكننى مع رسوم «عبدالسميع» كنت قد انتقلت من مرحلة رد الفعل البسيط إلى مرحلة أكثر وعيًا وادراكًا بالواقع المصرى وبالعالم الخارجى.

وفى هذه المرحلة كانت أكبر متعة لى وأنا أقرأ «روزاليوسف» أن أتابع بلهفة كل ما رسمته ربشته والتعليقات المكتوبة تحت الرسوم، وخيل إلى أن روزاليوسف وعبدالسميع كيان واحد لا يمكن أن ينفصل أحدهما عن الآخر.

ولما دخلت روزاليوسف لأنشر فيها سطورا كتبتها لأول مرة رأيت عبدالسميع بلحمه وعظمه ودمه، ولم يشعر بوجودى ولم يلتفت إلى وأنا أراقبه من بعيد.

كانت ضحكاته قوية تجلجل فتكاد تهتز لها جدران مبنى روزاليوسف العتيق فى شارع محمد سعيد وكانت من حوله حلقة ضاحكة صاخبة وهو أكثرهم ضحكًا لأنه مصدر السخرية والتعليق اللاذع.

كان من المستحيل أن أنضم إلى الحلقة الضاحكة لأنى غريب ولأنى أعانى من مرض الخجل فكنت أعبر الصالة أو الحجرة لأصل فى أسرع وقت إلى حجرة إحسان عبدالقدوس أو حجرة أحمد بهاء الدين ومعى السطور التى كتبتها فى النقد الأدبى تنشرها روزاليوسف بين حين وآخر بصفحاتها الأخيرة وبغير احتفال بما أكتبه.

وكنت أعرف السيدة فاطمة اليوسف وقابلتها أكثر من مرة فى بيت زوج ابنتها أو بيت إحسان وكان من الطبيعى وأنا أقابل إحسان وبهاء وتجمعنى بهما صداقة شخصية أو عائلية أن أشعر بعبدالسميع الذى لا استطيع أن أقترب منه وكأنه نجم ساطع له قدرات أسطورية، وكان الحديث عنه يقترب بكلمات عن الموهبة والعبقرية وخفة الدم والجرأة وأنه يتقاضى أكبر أجر حصل عليه رسام فى مصر وأنه قوة صحفية لا يستهان بها فى عالم السياسة.

وحدث أن طلب منى «إحسان» أن أكتب بانتظام فى روزاليوسف بابا للأدب فى برواز بحجم نصف صفحة مثل بابين آخرين تنشرهما روزاليوسف بنجاح، أحدهما عنوانه انتصار الحياة ويكتبه شاب اسمه «صلاح حافظ» ويتحدث فيه عن السياسة بأسلوب طريف وبارع إذ يقارن بين معلوماته الطبية التى درسها فى كلية الطب عن مقاومة الجسم الإنسانى للميكروبات لتنتصر الحياة على المرض وصراع السياسة بين الطبقات وبين اليسار واليمين وبين التقدم والتخلف والاستعمار والمستعمرات.

أما الباب الثانى فكان عنوانه «مستشارك القانونى» ويكتبه شاب تخرج حديثا فى كلية الحقوق ويشتغل بالمحاماة - لطفى الخولى - ويدافع عن حقوق الإنسان وكفاحه من أجل أن يتحرر من  الظلم والاستغلال جامعا فى دفاعه بين معلوماته القانونية والدستورية وأفكاره السياسية والاقتصادية!

وكنت أسأل نفسى ما هو الأسلوب الذى اتبعه فى كتابة باب الأدب؟!

وللحكاية بقية!