الأربعاء 29 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

روشتة أزهرية لحماية الأيتام

تحتفل مصر والعالم العربى فى الجمعة الأولى من شهر أبريل من كل عام بـ «يوم اليتيم»، وهى مناسبة بدأت منذ عام 2003، وتهدف إلى إدخال البهجة والسرور على قلوب الأطفال اليتامى. ولكن يعيش اليتامى اليوم خطرا محدقا نتيجة لصعوبة الحياة.. وظهور جماعات التطرف التى تستغل الأيتام.. إلى جانب نسيان فضل رعاية اليتيم فى ثقافتنا بسبب ضغوط الحياة والانشغال بها. 



فمن جهته يوضح تقرير بمرصد الأزهر ضرورة تكاتف المجتمعات من أجل حماية الأطفال والأيتام وعدم تركهم لقمة سائغة للجماعات المتطرفة، وفريسة سهلة للاستقطاب مؤكدًا أن الخطيئة المشتركة لجميع التنظيمات المتطرفة هى استقطاب الأطفال بصفة عامة واليتامى ومن فى حكمهم بصفة خاصة، والحرص على خداع عقولهم وتشويه فكرهم. 

 فيما أكدت دار الإفتاء المصرية أن تدريب الأطفال وتأهيل الشباب الفقراء؛ لإكسابهم المهارات المختلفة التى يحتاجون إليها فى حياتهم داخلٌ دخولًا أوليًّا فى مصارف الزكاة؛ لِمَا فى ذلك من الحفاظ على قوام الإنسان الذى هو مقصد من مقاصد الزكاة.

وأضافت الدار فى أحدث فتاواها أنه إذا انضم إلى ذلك كونهم أيتامًا أو فاقدين للرعاية الوالدية –عُلِم نسبُهم أو جُهِل- كانت الحاجة إلى تدريبهم وتأهليهم أشد، وكان صرف الزكاة على ذلك من تمام كفالتهم، ومن أحسن الوجوه التى تصرف إليها الزكاة؛ لما اجتمع فيهم من فقر ويتم؛ وذلك لما أولاه الشرع من عناية بأمر اليتيم وما أوجبه من رعاية حق الفقير وسد حاجته. 

وأوضحت أن الزكاة مشروعة لبناء الإنسان وكفاية حاجته، وما يتصل بأمور معيشته وحياته، كالمأكل والمشرب والملبس والمسكن والزواج والتعليم وغير ذلك من ضروريات الحياة وحاجياتها. وأن دفع الزكاة لتدريب الأيتام وتأهليهم مشروعٌ من عدة وجوه؛ الأول: أن اليتيم بصفته فقيرًا مصرفٌ من مصارف الزكاة، وصرف الزكاة لتعليم الفقير وتدريبه على ما فيه صلاح معاشه ومعاده مقصدٌ أوَّليٌّ من مقاصد الزكاة. أما الوجه الثانى: أن ابتلاء اليتيم واختباره وتدريبه حتى يُؤنَس منه الرشدُ هو من تمام كفالته، وكفالة اليتيم من أحسن مصارف الزكاة؛ لما اجتمع عليه من عوامل الضعف: يُتمًا، وصِغَرًا، وفَقْرًا، فكان استحقاقه إياها أولى من غيره

حماية اليتيم 

وحول رؤية العلماء لحماية اليتامى  يشير د.على جمعة عضو هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب إلى  نقطة هامة فى  رعاية اليتامى وهى ضرورة أن تكون هناك متابعة لمن يكفلون اليتامى، للتأكد من رعايتهم،  مشددا علي  أنه لا يجوز كفالة الطفل اليتيم من أجل السفر به خارج البلاد، مشيرا إلى أن الإسلام يرفض التبنى ويتيح الكفالة لليتيم حفاظا على النسب. 

بينما يوضح الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن الشريعة الإسلامية تضع الأيتام فى مكانة ومنزلة خاصة وتدعو دائمًا إلى رعايتهم والقيام على قضاء حوائجهم وتقديم جميع أشكال الرعاية لهم، للتخفيف عنهم وإشعارهم بالحب والحنان الذى يفتقدونه، وذلك باعتبارهم جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع،  مشدد علي أن الشريعة تجعل رعايتهم وتلبية مطالبهم من مقاصدها.

وأضاف: إن الأطفال الأيتام لهم حق أصيل على المجتمع بكل أفراده وطوائفه، فلا يقتصر على الجمعيات والمؤسسات الخيرية فقط، داعيًا الأسر المصرية إلى زيارة الأيتام طوال العام من أجل التخفيف عنهم وإدخال الفرحة والسرور على قلوبهم، خاصة أن دور رعاية الأيتام تفتح أبوابها طوال العام وليس يومًا واحدًا فقط.

بينما يرى الدكتور مجدى عاشور المستشار العلمى لمفتى الجمهورية أنه لا بد وأن تكون هناك أسرة بديلة لليتيم تقوم برعايته على أن يتم تبنى اليتيم فى سن صغيرة قبل سنتين حتى يتم إرضاعه من أحد الأمهات حتى يتسنى بقاء اليتيم  داخل الأسرة بصورة مستمرة.   أضاف أن اليتم  يكون حتى بلوغ سن 15 عاما، وأنه تجب رعايته حتى يكبر ويستطيع ان يعتمد على نفسه بينما تظل رعاية الفتاة اليتيمة حتى زواجها وحذر د.مجدى من خطورة إهمال اليتامى بما يؤدى إلى انتشار ظاهرة أطفال  الشوارع، وظهور أجيال منكسرة ليس لها ولاء أو انتماء، مؤكدا أن الاهتمام باليتامى مسئولية مجتمعية وليس مؤسسية فقط.