الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجماعة الإرهابية

الجماعة الإرهابية

طوال أيام الأسبوع الماضى أنتابت الشارع المصرى فرحة غامرة بداية بتحريك السفينة الجانحة والتى استطاع رجال مصر الأوفياء أن يضربوا أروع الأمثلة فى تحريكها وإعادة تعويمها مرة أخرى وإعادة فتح قناة السويس، الأمر الذى أشاد به العالم أجمع بقدرات المصريين وتفانيهم لإنقاذ حركة التجارة العالمية من التوقف, ثم فى اليوم التالى مباشرة كانت فرحة المصريين أكبر بتصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى عن سد النهضة وأنه لن يفرط فى حق مصر فى مياه النيل, ثم افتتاح متحف الحضارات وإعادة عظمة ومجد المصريين، لكن وسط أفراح المصريين وإحساسهم بانتصاراتهم وجدنا على النقيض تماما المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين الذين شككوا فى قدرة المصريين على تحريك السفينة الجانحة وأيضا شككوا فى تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى محاولين وبكل الطرق فى الأذرع الإعلامية التى يمتلكونها التشكيك فيما قام به المصريون والتشكيك أيضا فى تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى, الأمر الذى جعلنا نتساءل ماذا لو لم تكن هناك جماعة الإخوان المسلمين؟ وماذا لو لم تكن هناك جماعات إرهابية متطرفة؟ وماذا لو أن دعوات حسن البنا الأب الروحى لكل التيارات المتطرفة قد فشلت فى مهدها؟.



بالطبع سوف نجد الإجابة واضحة وصريحة بأن حال المصريين سوف يكون أفضل بكثير من الآن فلم يكن هناك ما يعكر مزاج المصريين عندما يجدوا ما يفرحهم أو يلتفوا حول كل ما هو مبهج وسعيد.

بل أكثر من ذلك لو لم تكن جماعة الإخوان المسلمين موجودة فلم تكن هناك دماء قد أريقت خاصة إذا فتشنا فى دفاتر الجماعة الإرهابية على مدى تاريخها الأسود سنجد أنها قامت بسلسلة من الاغتيالات لعدد كبير جدا من الشخصيات العامة والمواطنين الأبرياء، بدءا من اغتيال عدد من القضاة والسياسيين ورؤساء وزراء ورؤساء جمهورية مثل المئات من رجال الشرطة والجيش والمئات من المدنيين الأبرياء وعدد لا بأس به من المسيحيين شركاء الوطن ثم هدم وتدمير وتفجير العديد من المنشآت الحكومية والخاصة بالإضافة إلى خلق جو من الفزع والرعب بين أفراد الشعب المصرى ليل نهار، فهذه الجماعة جعلت الشعب المصرى طول أكثر من نصف قرن يعانى الإرهاب بل امتد الأمر إلى الدول العربية والعالم الإسلامى، بل العالم أجمع واستطاعت هذه الجماعة المارقة أن تتلون وتتغير تحت مسميات عديدة حتى أن جميع التيارات المتطرفة خرجت من رحم هذه الجماعة مثل الجماعة الإسلامية والتيارات السلفية وداعش وتنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات التكفيرية الخطيرة.

وفى الواقع إن مصر والعالم كان سينعم بسلام وطمأنينة لو لم يكن هناك وجود لجماعة الإخوان المسلمين فلو لم تكن جماعة الإخوان المسلمين موجودة كانت حياة المصريين قد تغيرت بكثير عن الواقع الذى يعشونه حاليا, فإذا تخيلنا كم الملايين بل المليارات التى ضاعت بسبب قتل وذبح أولادنا من رجال الشرطة والجيش والمواطنين الأبرياء وتدمير المنشآت العامة والخاصة التى تكلفت الملايين وكم من المنشآت الحيوية التى تعطلت بسبب تفجيرها، فمقاومة الإرهاب أصبحت تتطلب إمكانيات هائلة تحتاج إلى ميزانيات ضخمة من أسلحة وأجهزة حديثة وعمليات تدريب مستمرة وغيرها من الأشياء التى تقاوم الإرهاب والتى تحتاج إلى ميزانية ضخمة كانت من الممكن توفيرها واستخدامها فى التنمية ومن ثم فى إسعاد الشعب المصرى ورفاهيته ولو لم تكن هناك جماعة الإخوان لكانت الدول العربية أكثر وأقوى قدرة على التعبير عن نفسها.

جماعة الإخوان منذ نشأتها أصابت مصر والعالم الإسلامى فى مقتل جعلت الشعوب العربية والإسلامية منقسمة ما بين إخوانى أو مسلم.

فهذه الجماعة أفسدت الحياة السياسية وأفسدت الحياة الاجتماعية وأفسدت المزاج العام للشعوب العربية والإسلامية منها, فهى جماعة خلقت مثل القضاء والقدر لا مفر منها عفانا الله منها ومن أعمالها.