الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
فتحى غانم يهاجم الجميع ومنهم إحسان!

فتحى غانم يهاجم الجميع ومنهم إحسان!

طلب الأستاذ إحسان عبدالقدوس رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف» من الأستاذ «فتحى غانم» أن يكتب بانتظام بابًا للأدب، بحجم نصف صفحة مجلة، وسأل فتحى غانم نفسه:  ما الأسلوب الذى أتبعه فى كتابة باب الأدب، وكانت المجلة تنشر بابين ناجحين هما انتصار الحياة لصلاح حافظ ومستشارك القانونى لـ لطفى الخولى، ويقول الأستاذ فتحى شارحًا الحكاية قائلًا:



المقارنة سوف تفرض نفسها بين الأبواب الثلاثة ولكن الإجابة عن السؤال ـ ما الأسلوب الذى أتبعه فى كتابة باب الأدب ـ جاءت فى صورة مفاجئة فقد ظهر أول مقال لى فى برواز رسم عبدالسميع فى أعلاه شخصى المتواضع فى هيئة صعلوك رقد على الأرض ووضع ساقًا فوق ساق فبرز نعل جذائه فى وجه القارئ ونعل الحذاء مثقوب والرسم يجمع بين السخرية والوقاحة بجوار كلمة أدب التى حولها عبدالسميع إلى قلة أدب!

وعندما قابلت عبدالسميع بعد ظهور الرسم كان وجهه يفيض بابتسامة ساخرة سرعان ما تحولت إلى قهقهة هادرة ولم يهتم كثيرًا بأن يستمع إلى كلماتى شاكرًا له اهتمامه برسم البرواز!!

ولا شك أن الرسم قد استفز قراء كثيرين وجذبهم إلى اكتشاف هذه الوقاحة، ولقد تبينت أن الرسم الذى وضعه عبدالسميع كان عاملًا مهمًا فى شهرة الباب الأدبى منذ بدايته، ولا شك أيضًا أن الرسم كان له تأثيره غير المباشر فى نفسى، فقد هجمت فى الباب بجرأة واندفاع على الأدب والأدباء، فهاجمت كتابًا للأستاذ «أحمد الصاوى» رواية ترجمها واقتبسها اسمها ـ على ما أذكر ـ الشيطان لعبته المرأة أو المرأة لعبتها الشيطان»، ثم هاجمت مجموعة قصص قصيرة للأستاذ عبدالرحمن الخميسي اسمها قمصان الدم «وقلت إنها خطبة منبرية وليست أدبًا، فهاج وماج كُتاب اليسار وغضب الخميسي واتهمنى بأننى ابن ذوات وقح بدليل نعل الحذاء الذى أوجهه ـ أنا وليس عبدالسميع ـ إلى القارئ.

ثم هاجمت رواية الخيط الرفيع التى ينشرها إحسان عبدالقدوس فى المجلة وفوجئ إحسان بما كتبته فانفعل غاضبًا ثم عاد بعد انقطاعى أسبوعًا عن الكتابة ونشر على أسبوعين كل حرف كتبته عن الخيط الرفيع!

ويمضى الأستاذ فتحى غانم قائلًا:

ولسوف تطاردنى وقاحة الحذاء ذى النعل المثقوب عندما ابدأ العمل فى الصحافة فى أخبار اليوم وأكتب على صفحات آخر ساعة كصحفى، بعد أن كنت أكتب كهواية وبلا أجر فى «روزاليوسف»، وفى اجتماع بين مصطفى وعلى أمين وهيكل ناقشوا الماكيت الجديد لآخر ساعة وكان مطلوبًا منى أن اختار عنوانًا للباب الأدبى الذى سوف أكتبه واقترحت عنوان «أدب» ولكن كنا نشعر بنقص ما فى العنوان حتى صاح هيكل قائلًا:أدب وقلة أدب!!

كان يفكر ـ بلا وعى ـ فى الجانب الذى يفتقده وأنا أكتب برواز «أدب» فى «روزاليوسف»، نعل الحذاء الوقح الذى يعلن مقدمًا أنه لن يقف ساكتًا أمام ما يكتبه الكبار وهذا هو ما شعرت به وأنا أوافق على العنوان، فقد سبق وحدد عبدالسميع موقفى ربما مسئوليتى فى مواجهة الإنتاج الأدبى، لا مجاملات، لا صداقات ورأى حر يقول ما يعتقده فكما يقول الفقهاء: لا حياء فى العلم.

وهكذا أستطيع أن أقول إن رسمًا لعبدالسميع كان له تأثيره أو عدواه التى شجعتنى على أن اكتب أن طه حسين عقبة ضخمة فى طريق القصة المصرية وأن «حميدة» فى زقاق المدق ـ رواية نجيب محفوظـ تعجبنى كامرأة ولا تعجبنى كرمز لمصر!  وأن أبدى إعجابى أو نفورى من أى عمل أدبى لا يهمنى إذا كان الكاتب من اليمين الرجعى أو من اليسار الماركسى، من الإخوان أو من العلمانيين، من الأزهر أو دار العلوم أو من إكسفورد والسوربون».

وللحكاية بقية!