
عصام عبد الجواد
اللعبة الخطيرة
كنا ونحن صغار نلعب ونلهو بألعاب من صنع أيدينا مستغلين الإمكانيات المتاحة لنا والأماكن الفسيحة التى تسمح لنا باللعب واللهو باستخدام طاقتنا وعضلاتنا رغم أننا فى مرحلة التكوين الجسدى وكانت ألعابنا جماعية أو فردية فأغلبها كان يستخدم العقل والجسد وحتى لعب الكرة كانت لعبة يتجمع حولها الصغار فى الشوارع وفى الطرقات قبل أن تنتشر النوادى ومراكز الشباب.
وكنا فى الماضى نستخدم أدوات البيئة المحيطة بنا فى اللعب واللهو مثل جريد النخيل وأغطية زجاجات المياه الغازية وفوارغ بكرات الخيط وبقايا قطع الخشب وحتى أسلاك التليفونات وأسلاك الكهرباء التى تركتها الشركة بعد إعادة تجديد الشبكة فى القرى والنجوع.
كانت أغلب ألعابنا تعتمد على المجهود البدنى والعقلى وكانت ألعابًا جماعية واقعية وليست افتراضية كما يحدث الآن.
فقد تغير الوضع تمامًا وأصبح أولادنا وأحفادنا يلعبون بألعاب تمثل خطرًا عليهم وعلى الناس كاللعب بالمفرقعات والصواريخ والديناميت أو الألعاب النارية بكل أشكالها والتى تسببت فى حرائق لا حصر لها وتسببت فى وفاة العديد من الأشخاص، والغريب أن الأطفال الصغار يطورون هذه الألعاب الخطرة كلما حاولت أجهزة الأمن منع انتشارها فقد استطاع أطفال هذه الأيام استخدام لعبة أكثر خطورة تسمى «البازوكا»، عبارة عن نصف متر من ماسورة صرف يبلغ قطرها ما بين بوصة ونصف البوصة إلى بوصتين وتلتحم فيها من الأسفل علبة مبيد حشرى وفيها كمية من الزلط الصغير يطلقون عليها بارودًا وترج جيدًا ثم تطلق صوتًا أعلى من صوت الخرطوش ويخرج منها الزلط أحيانًا فى قوته وشدته أكبر وأشد من البارود الخارج من البندقية الخرطوش.
ناهينا عن استخدام الأطفال للألعاب الإلكترونية على التليفون المحمول أو على الكمبيوتر أو التابلت والتى استطاعت أن تجعل الكثير من الأطفال يصابون بالتوحد.
هذه الألعاب الخطيرة يجب على المجتمع أن يقف عندها ويجب أن تكون هناك توعية كافية للأطفال بعدم استخدامها لإنقاذًا لمستقبلهم وحياتهم ومستقبل وحياة الآخرين، ويجب على المسئولين تحريم وتجريم هذه الألعاب الخطيرة على الأطفال والكبار.
ويجب على وزارة التربية والتعليم أن تنبه على إدارة المدارس أن تقوم بدورها فى التنبيه على إخصائى علم النفس وعلم الاجتماع فى المدارس شرح خطورة هذه الألعاب على الأطفال وعلى المجتمع.
ويجب أن تكون هناك دراسات تحذر الأسرة والمجتمع من خطورة ترك الأطفال فترات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية بمفردهم حتى لا يصابون بأمراض التوحد وأيضًا لنبعدهم عن العالم الافتراضى الذى لا يعرف أحد أهدافه من السيطرة على هؤلاء الأطفال.