الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
محمد على باشا الكبير (10)

محمد على باشا الكبير (10)

انتهى حلم محمد على التوسعى بتحالف دول أوروبا ضده لصالح تركيا بموجب معاهدة لندن1840والتى بمقتضاها تم انسحاب القوات المصرية من الشام وجميع الأراضى التى تم غزوها  بالجيش المصرى وأن يكون حكمه لمصر والسودان فقط وراثيا لكن يظل تابعا للدولة العثمانية.وساءت حالته الصحية.



بعد هذه الأحداث سافر محمد على إلى تركيا بدعوة من السلطان العثمانى لتقليدة وسام الصدارة العظمى وبعدها قام بزيارة كافالا المدينة الصغيرة التى ولد وقضى فيها طفولته واستقبله أهلها استقبالا كبيرا وبعدها رجع إلى مصر.

ازدادت حالة محمد على الصحية سوءا وأصبح غير قادر على القيام بحكم مصر فتنازل لابنه إبراهيم باشا القائد الفذ الكبير ومن أشهر القادة العسكريين فى القرن التاسع عشر والذى اصيب بمرض السل وتوفى بعد أن حكم مصر ستة أشهر فقط وتولى من بعده حكم مصر الخديوعباس بن الأمير طوسون نجل محمد على الذى يعد من اسوأ حكام مصر على مر التاريخ.  

فى صيف 1849 غادر محمد على القاهرة إلى الإسكندرية وكانت هذه رحلته الأخيرة وهناك توفى فى سرايا رأس التين بتاريخ 2 أغسطس سنة 1849م، الموافق 13 رمضان سنة 1265هـ، ونقل جثمانه إلى القاهرة حيث دفن فى مسجده بالقلعة.

إن أكثر النظريات السائدة عند المؤرخين، هى تلك التى تقول إن محمد على باشا هو «والد مصر الحديثة»، كونه كان الحاكم الأول عليها، الذى استطاع تجريد الباب العالى من سلطته الفعليّة على البلاد، منذ الفتح العثمانى لمصر عام 1517. وعلى الرغم من أنه فشل فى تحقيق الانفصال التام لمصر عن الدولة العثمانية، إلا أنه وضع أسس الدولة المصرية الحديثة، التى تبلورت بعد وفاته. فمن خلال بنائه لجيش كبير وقوى يُدافع عن بلاده ويوسع رقعتها، أنشأ بيروقراطية مركزية ونظامًا تعليميًا سمح بحصول حراك اجتماعى فى المجتمع المصرى، وقاعدة اقتصادية واسعة تستند إلى الزراعة والصناعات العسكرية. وقد كان من شأن جهوده وأعماله هذه أن توطّد حكم ذريته لمصر والسودان طيلة 150 عامًا تقريبًا.