الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العقاد والحكيم والممثلة الناشئة!

العقاد والحكيم والممثلة الناشئة!

«خريف العمر» هو العنوان الذى أطلقه الأديب الكبير «توفيق الحكيم» على سلسلة الحلقات التى نشرتها له مجلة الوطن العربى التى كانت تصدر من باريس فى ثمانينيات القرن الماضى.



الحلقات رواها الحكيم للكاتب الصحفى «نبيل مغربى» وقدمت المجلة للحلقات بقولها «أختار المفكر توفيق الحكيم «الوطن العربى» ليروى لها خلاصة تجاربه المجهولة فى شتى المجالات السياسية والثقافية والتربوية والفنية فى محاولة لاستخلاص الدروس والعبر وطرحها على البحث المتأنى».

وفى الحلقة رقم 22 وعنوانها «أنا وأهل الأدب» كشف الحكيم عن حكاية للمرة الأولى بطلها الأستاذ الكبير «عباس محمود العقاد» قال فيها:

لم احتفظ للأسف بجميع الرسائل المتبادلة بينى وبين أدباء مصر وهذه هى الرسالة الوحيدة التى ما زلت احتفظ بها لعباس محمود العقاد:

«أخى الأستاذ توفيق حفظه الله، عدت من أسوان وعاد إلى كتابكم المحبوب أمس «من عند المجلد وهو كما ذكرتم بحق كتاب جد محبوب، ولكنى والحق يقال أيضًا ـ لا أعرف لكم كتابًا غير محبوب عندى وعند قرائكم المحبين، إلا أن خناقات الأحباب أكثر من خناقات الغرباء.. ولعل كراهة كتاب من كتبكم تهمة أجرى عليها بالتصييف على حسابكم ولكن بغير الفلافل والحلاوة الطحينية سلمتم ودمتم فى سلامة وسلام ـ التاريخ 20/3/1963 المخلص عباس محمود العقاد.

ويكمل الأستاذ توفيق الحكيم: «ولهذه الرسالة قصة فعندما ظهرت مسرحيتى «يا طالع الشجرة» وهى من نوع اللا معقول تعرضت إلى انتقاد شديد من قبل التقلي]يين من أهل الفكر والأدب ولقد انتقد طه حسين هذا العمل بقساوة ومرارة أما عباس محمود العقاد فقد نظر إلى الأمر من وجهة نظر مختلفة تميزت بالدعابة، فأرسلت إليه الطبعة الثانية من كتاب كنت أعرف أنه يحبه وهو «عدالة وفن» وكتبت له فى الإهداء أداعبه بقولى إنى أرسل إليه هذا الكتاب عوضًا عن «يا طالع الشجرة» المكروه فجاءتنى منه الرسالة إياها.

ثم يروى الحكيم هذه الحكاية المدهشة عن العقاد قائلاً:

ـ العقاد لم يكن متزمتًا، فإن معلوماتى تسمح لى بالقول بأن مغامراته لم تكن كثيرة كما أشيع عنه، فأنا أعرف أنه كان يحب فتاة فى العشرين من عمرها وكان هو فى الخمسين من العمر وكان يغار عليها كثيرًا، وحدث أننى كنت مشغولاً بالإشراف على تصوير فيلم «رصاصة فى القلب» وهو فيلم كتبت قصته وشاركت فى اعداد السيناريو له مع المخرج «محمد كريم».

وحدث أن فتاة العقاد وهى جميلة جدًا كانت تتردد على أماكن التصوير، على أمل أن يراها المخرج ويعرض عليها دورًا فى الفيلم، فلقد كانت تطمع فى احتراف التمثيل!

وبلغ الأمر عباس محمود العقاد وقيل له ان توفيق الحكيم ينظر إليها أكثر من اللزوم وأنها تتردد على أماكن تصوير الفيلم لكى تتعرف إلى «توفيق» وتتقرب منه، وبدأ العقاد يتضايق منى، وصار يروج عنى أننى أكبر منه عمرًا لعل هذا الكلام يصل إلى مسمع الفتاة! وبصراحة فإن العقاد قد حافظ فى الغمز على الحد الأدنى من احترام صداقته لى، لكنه بدا متشككًا تجاهى، إلى أن جاء من يقول له حقيقة الموضوع ويكاشفه بأن صديقته لا تطمع فى توفيق وأننى من جهتى لا أطمع فيها وإنما هى تسعى إلى دور البطولة فى رصاصة فى القلب!

واطمأن العقاد واخيرًا وجد مخرج الفيلم للفتاة دورًا ثانويًا فى الفيلم، ولا أريد أن أذكر هنا اسم الفتاة مع أنها كانت معروفة من بعض الأصدقاء والعاملين فى الوسط الفنى، فليس لى أن اتدخل فى الحياة الخاصة للآخرين هذا مبدأ سرت عليه طوال حياتى، كما أننى امتنعت دومًا عن الاقتراب من نساء أصدقائى..